ستقيم دار "كريستيز" مزاداً علنياً في لندن لبيع الملابس الشخصية لمصممة الأزياء البريطانية فيفيين ويستوود، يعود ريعه لدعم قضايا عزيزة على "ملكة البانك" الراحلة، وفق وكالة "فرانس برس".
ويشمل المزاد أكثر من 250 قطعة من ثياب وأكسسوارات، ظهرت معظمها على منصات العرض قبل أن ترتديها الراحلة.
تتضمن المجموعة عدداً من أشهر القطع، بينها كورسيهات وأخرى من قماش الطرطان الصوفي ذي النقاشات المربّعة، وفساتين تفتا متدلية، وأحذية بكعوب عالية، وقمصان تحمل مطالبات سياسية.
ويبدأ المزاد عبر الإنترنت الجمعة ويستمر إلى 28 حزيران، على أن يقام حضورياً في الخامس والعشرين منه.
ومن بين المعروض للبيع في المزاد أوراق لعب مصممة للفت الانتباه، إلى قضايا كالاحترار المناخي وعدم المساواة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
وتم تكبير عشر من هذه الأوراق موقّعة من المصممة التي توفيت عام 2022 عن 81 عاماً، بهدف جمع الأموال لصالح منظمة "غرينبيس".
وستخصص عائدات المزاد لجمعيات من بينها منظمة العفو الدولية وأطباء بلا حدود ومؤسسة فيفيين ويستوود التي تتعاون مع منظمات غير حكومية من أجل "إقامة مجتمع أفضل ووقف التغير المناخي".
وقالت منسقة المجموعة كليمنتاين سوالو لوكالة فرانس برس إن "أوراق اللعب الخاصة بفيفيين" كانت الحافز لإقامة مزاد أكبر.
وأضافت أن ويستوود "كانت تعلم أنها لن تتمكن من رؤية المشروع"، إلا أنها "شاءت بيع ملابسها الشخصية لصالح جمعيات خيرية أخرى مهمة لها".
وشارك أرمل المصممة أندرياس كرونثالر (58 عاماً) بشكل وثيق في الإعداد للمزاد، وأوضحت كليمنتاين سوالو إنه "تولى شخصياً جمع كل القطع لتشكيل الملابس التي كانت ترتديها".
وأشارت إلى أنها "القطع التي اختارتها لنفسها، من بين آلاف التصاميم التي رسمتها طوال 40 عاماً". وبالتالي "هذه هي الأشياء التي كان تعتبرها جوهر تصاميمها".
وفي المجموعة قطع رئيسية تعكس التأثير الثقافي لفيفيين ويستوود خلال العقود الأربعة من مسيرتها المهنية.
والقطعة الأقدم تنورة وسترة من مجموعة "نهاية العالم، ساحرات" لخريف وشتاء 1983، حين كانت فيفيين ويستوود لا تزال تعمل مع زوجها الأول ومدير فرقة الروك "سكس بيستولز" مالكولم ماكلارين.
وشرحت كليمنتاين سوالو أن المصممة تأثرت بالتاريخ البريطاني لكنها كانت تعطي التصاميم الكلاسيكية لمسة استفزازية.
وتتميز قطع عدة بزخارف وشعارات سياسية تعكس اهتمامها بالعدالة الاجتماعية.
وذكّرت بأن "جانباً كبيراً من هوية فيفيين كان يتمثل في نشاطها التضالي" من أجل عدد من القضايا، وهي من المصممين الذين استخدموا ملابسهم كمكبّر صوت للتعبير عن أفكارهم وآرائهم السياسية".
ومن القطع المختارة الأخرى تصميم لويستوود من قماش الطرطان الوردي، وسترة زرقاء مشابهة لتلك التي كانت عارضة الأزياء ناوومي كامبل ترتديها عندما سقطت على المنصة منتعلةً حذاء بكعب طوله 30 سنتيمتراً عام 1993.
وثمة أيضاً نماذج من الكورسيهات المرنة التي ابتكرتها المصممة، تُظهر حرصها الدائم على الجمع بين المريح والجميل.
ومن محاور المجموعة أيضاً الأزياء التي تراعي معايير الاستدامة.
أما القطعة الأغلى في المزاد فهي فستان بخياطة يدوية مع خرزات معقدة وألواح ذهبية، ابتكرته مع حرفيين في كينيا.
وحرص منظمو المزاد على أن تكون كل المواد المستخدمة لعرض القطع من النوع المعاد تدويره أو قابلة لإعادة التدوير، ومنها لافتات الورق المقوى وحوامل الخشب الرقائقي.
وقالت كليمنتاين سوالو "لقد كان درساً كبيراً لنا"، ويثبت "أننا قادرون على "إقامة معارض قابلة لإعادة التدوير".
وتُقدّر قيمة المعروضات بما يراوح بين 200 جنيه إسترليني وسبعة آلاف جنيه إسترليني، ولكن من المتوقع أن تباع بأكثر من ذلك بكثير.
ويُرجّح أن تكون بين المزايدين متاحف ومؤسسات أخرى، لكنّ منسّقة المجموعة أكدت أن المصممة "كانت تحبّ فكرة أن يرتدي (ملابسها) أشخاص حقيقيون"، وكانت تجد أن "فكرة أن تكون لديهم حياة أخرى رائعة".