عصام بريدي... عريس القيامة

2^min

لم أكن أعلم أنّ زمور الإسعاف الذي سمعته عند الرابعة والربع من فجر الأحد بينما كنت أرقدُ في مستشفى مار يوسف – الدورة للعلاج يعودُ للسيارة التي تحمل جثمان الجار والصديق عصام بريدي، الى أن قرأتُ خبراً عبر التويتر عند السادسة يقول إن عصام ربما يكون ضحية حادث سيرٍ عند جسر الدورة.

إستفسرت من إدارة المستشفى، لم تُرِدْ بدايةً إعلامي بالأمر الى أن علمتُ عند السادسة والنصف بحشرية الصحافي أنّ عصام غادر هذه الفانية إلى جوار الرب يوم أحد القيامة، لأتأكد بعد ذلك من الراهبة المسؤولة.

شغفي الصحفي لم يدفعني لوضع الخبر عبر مواقع التواصل أو إبلاغ الـأل بي سي أي به، إذ إن عائلته لم تكن قد علمت بعد.

بعد ساعة لمحت من شباك الغرفة وسام والعائلة ينزلون مهرولين من السيارة الى جناح الطوارئ، وللأسف كانت شقيقته قد علمتْ كما أبلغني وسام، عبر الفايسبوك.

بعينٍ دامعة قلتُ في نفسي الله يعينِك يا جورجيت (والدته).

كانت جورجيت معلمتي في مدرسة القرية، وكانت تقول لي أتمنى أن يطلع أولادي في المستقبل مثلك إذ كنتُ الأول في صفّها. تزوّجتْ جورجيت بعدها، لتُنجب عصام ثم وسام، وكنّا في المدرسة نفسها، مدرسة سيدة اللويزة، كانت تُوصيني حينما كانا في صفوف الحضانة والإبتدائي، بأن أحضنهما في الباص المدرسي كي لا يقعا وكنتُ أحرص على ذلك، متذكّرا ً أنّ من علّمني حرفًا كنتُ له عبدًا.

كبُرَ عصام وشاركنا في جوقة الرعية في القليعات (بلدة والدته) حيث كانت العائلة تُقيم، قبل أن ينتقل الى جوقة سيدة اللويزة.

عصام رمزُ الشاب الخلوق، إطلالة، صوت، تميّز، تهذيب وفن يجري في عروقه منذ أيام المدرسة.

شاءت الظروف أن نتجاور السكن مجدداً في أدونيس، كنتُ ألمحه بين فترة وأخرى، وأفرحُ لنجاحاته وشقيقه في الفن والإعلام وميدان الأعمال.

غبتَ يا عصام، والدمعة ما زالت في مقلتي منذ الصباح، ودّعتُكَ قبّلتُ جسمك الطريّ، ذهبتَ الى البعيد البعيد، الى حيث سنوافيكَ يوماً ما...

وعلى ما قال لنا وسام... رجاءً... لا تعزّوني شقيقي عريس القيامة.