تتجه أنظار الأوساط السينمائية اليوم الأحد إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار، إذ تنطوي هذه النسخة على ترقّب كبير بفعل المنافسة المحتدمة بين الفيلم التراجيدي الكوميدي "أنورا" وفيلم التشويق البابوي "كونكلايف" على جائزة أفضل فيلم، وذلك بعدما أعادت الضجة المتعلقة بتعليقات بطلة "إميليا بيريز" العنصرية خلط الأوراق.
وقالت جاكلين كولي من موقع "روتن توماتوز" الشهير للنقد الشعبي للأفلام لوكالة فرانس برس إن "توترا حقيقيا" سيكون قائما. وأضافت "إذا لم يفز كونكلايف، فمن المؤكد أن أنورا سيفوز".
وكان موسم الجوائز الهوليوودية حافلا بالأحداث غير المتوقعة والتقلبات، من الحرائق التي اجتاحت لوس أنجلوس إلى نبش تغريدات عنصرية قديمة لبطلة "إميليا بيريز" من إخراج جاك أوديار، قضت على آماله، وجعلت الغموض في شأن احتمالات الفوز سيد الموقف.
ويتناول "أنورا" الذي أخرجه شون بيكر قصة راقصة تعرّ من نيويورك تتزوج من ابن أحد الأثرياء الروس، قبل أن تصاب بخيبة أمل قاسية بسبب احتقار أقارب زوجها لها من منطلقات طبقية.
وهذا الفيلم الذي يصح تشبيهه بقصة سندريلا العصر الحديث هو الأكثر فوزا بجوائز قبل استحقاق الأوسكار. فبالإضافة إلى نيله سعفة مهرجان كان الذهبية، حصد جوائز نقابات المخرجين والمنتجين وكتّاب السيناريو الهوليوودية، وكذلك جمعية النقاد الأميركيين.
لكنّ "هذا الفيلم مثير للجدل نوعا ما بسبب تمحوره على مسألة العاملات في مجال الجنس"، بحسب كولي.
أما "كونكلايف" فهو على نقيضه "فيلم تشويق من الطراز القديم يضم مجموعة من النجوم".
ويغوص "كونكلايف" في كواليس صراعات السلطة أثناء انتخاب بابا جديد في الفاتيكان، ويجسّد فيه الممثل رالف فاينز باتقان شخصية الكاردينال الذي يفقد إيمانه بفعل الصراعات الداخلية في الكنيسة.
وخرج "كونكلايف" ظافرا من احتفال توزيع "ساغ أووردز"، أي جوائز نقابة الممثلين الهوليوودين الذين يشكّلون القسم الأكبر من الهيئة الناخبة في أكاديمية الأوسكار، ويخوض السباق بالتزامن مع المشاكل الصحية التي يعانيها البابا فرنسيس في الوقت الراهن.
- شالاميه أو برودي؟ -
ولاحظ عضو في الأكاديمية صوّت لصالح "كونكلايف" لوكالة فرانس برس إنه "فيلم أكثر تقليديةً، وأكثر ملاءمة لفئة أفضل فيلم".
وأعرب هذا الناخب الذي طلب عدم كشف اسمه، عن إعجابه أيضا بفيلم "ذي بروتاليست".
ويؤدي أدريان برودي في الفيلم دور مهندس معماري ناج من الهولوكوست، يهاجر إلى الولايات المتحدة. وهذا الدور يجعله المرشح الأوفر حظا للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وهي الجائزة التي سبق أن نالها عام 2003 عن فيلم "ذي بيانيست"، حيث جسّد شخصية فنان يواجه المحرقة.
لكن تيموتيه شالاميه قد يحرمه شرف الانضمام إلى نادي الفائزين المزدوجين الذي سبقه إليه مارلون براندو وجاك نيكلسون، لأن الممثل الشاب يؤدي دور بوب ديلان ببراعة في فيلم "ذي برفكت سترينجر".
وقد يصبح شالاميه الذي لا يتجاوز عمره 29 عاما أصغر من يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، محطما ببضعة أشهر الرقم القياسي الذي يحمله... أدريان برودي نفسه.
ولكن لكي يختاره أعضاء الأكاديمية، ينبغي أن يكونوا وصلوا إلى نهاية هذا الفيلم الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات 35 دقيقة مع استراحة.
وقال الناخب الذي طلب عدم ذكر اسمه إن "البعض كانوا منزعجين من اضطرارهم إلى البقاء في صالة واحدة طوال هذا الوقت الطويل".
وعلى صعيد الممثلات، تبرز في الأفق معركة بين بطلة "أنورا" ميكي ماديسون والنجمة ديمي مور التي أثارت الإعجاب بأدائها في فيلم "ذي سابستانس" للممثلة الفرنسية كورالي فارجا في دور نجمة هوليوودية سابقة تدمن على على مصل للشباب.
وحصل الفيلم على ترشيحات لخمس حوائز، من بينها تلك المخصصة لأفضل فيلم وأفضل سيناريو وأفضل إخراج لكورالي فارجا.
لكنّ المعلّق في مجلة "هوليوود ريبورتر" سكوت فينبرغ توقع في حديث لوكالة فرانس برس أن تشهد هذه الفئة مواجهة ثنائية "وجها لوجه" بين شون بيكر ("أنورا") وبرايدي كوربيت ("ذي بروتاليست").
- "إميليا بيريز" في وضع صعب -
من المرشحين أيضا في هذه الفئة جاك أوديار عن "إميليا بيريز"، لكنه قد يدفع ثمن التعليقات العنصرية والمعادية للإسلام التي كتبتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي في الماضي كارلا صوفيا غاسكون، بطلة فيلمه الغنائي عن التحول الجنسي لتاجر مخدرات مكسيكي.
وكانت لإعادة التذكير بهذه التعليقات أثر حاسم على فرص "إميليا بيريز"، رغم كونه مرشحا لـ13 جائزة، وهو رقم قياسي بالنسبة لفيلم غير ناطق بالإنكليزية.والأرجح أن خروجه ظافرا الجمعة من احتفال توزيع جوائز سيزار الفرنسية التي حصد سبعا منها، لن يغير شيئا.
وبدا أن فوز زوي سالدانيا بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ثانوية مرجّح، إذ سيطرت سالدانيا على كل احتفالات توزيع الجوائز السابقة منذ بداية الموسم، كما فعل كيران كولكين بالنسبة إلى جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم "إيه ريل بين"، كما أن للفيلم الغنائي فرصة جيدة للفوز بجائزة أفضل أغنية.
أما بالنسبة للبقية، فتبدو احتمالات فوز "إميليا بيريز" غير مؤكدة، حتى في فئة أفضل فيلم أجنبي التي يسعى إليها أيضا الفيلم البرازيلي "آيم ستيل هير"، بفضل فرناندا توريس التي يمكن أن تُحدث مفاجأة في فئة أفضل ممثلة.
ويتولى تقديم الاحتفال للمرة الأولى الفكاهي كونان أوبراين، وسيشهد تكريم رجال الإطفاء وضحايا الحرائق التي اجتاحت لوس أنجلوس في كانون الثاني الفائت وأسفرت عن مصرع العشرات.
ومن أبرز اللحظات المرتقبة خلال الاحتفال الوصلة التي تحييها المغنية أريانا غراندي من فيلم "ويكد" الكوميدي الغنائي المتمحور على الساحرة في فيلم "ذي ويزرد اوف اوز".