LBCI
LBCI

الأوركسترا الفلهارمونية تحيي الذكرى الـ 150 لولادة عبقري الموسيقى موريس رافيل

فنّ
2025-03-11 | 06:30
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
الأوركسترا الفلهارمونية تحيي الذكرى الـ 150 لولادة عبقري الموسيقى موريس رافيل
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
6min
الأوركسترا الفلهارمونية تحيي الذكرى الـ 150 لولادة عبقري الموسيقى موريس رافيل

إحياءً للذكرى الخمسين بعد المئة لولادة المؤلف الموسيقي الفرنسي الكبير موريس رافيل، واحتفاء بإرث وعبقرية فريدريك شوبان، أقام المعهد الوطني العالي للموسيقى – الكونسرفتوار، حفلة موسيقية بعنوان "أصداء رافيل وشوبان" أحيتها الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة قائد الأوركسترا البريطاني العالمي كريستوفر ستارك، وعازفة البيانو الروسية البريطانية الشهيرة إفيلين بيريزوفسكي، في كنيسة القديس يوسف للآباء اليسوعيين، الأشرفية.
 
استعادة للمشهد الحضاري نفسه في الكنيسة التي احتضنت تاريخيًّا حفلات الكونسرفتوار الموسيقية: عشاق الموسيقى الكلاسيكية ومتابعو الأوركسترا وأصدقاؤها الأوفياء، والجمهور الراقي المتعطش دومًا للموسيقى العالية المستوى، ولهذا المناخ الساحر الذي ينشده اللبنانيون الباحثون عن الثقافة والرقيّ.
 
ولاسيّما بعد انتظام الحفلات الموسيقية وعودة الأوركسترا بعد غياب قسري فرضته الظروف الأمنية في لبنان، فكانت العودة بحجم الانتظار. فقد شهدت كنيسة القديس يوسف والكنيسة الأرمنية الإنجيلية الأولى في بيروت، حيث تقام حفلات للأوركسترا أيضًا، حفلات عديدة وبصورة كثيفة في الفترة الأخيرة، احتفت بالموسيقى العالمية وأهم مؤلفيها مثل موزارت (Requiem)، وبيتهوفن في أمسية شهدت عملين تحفتَين له في عرض واحد، ولأول مرة في لبنان، هما الكونشرتو الأول والثالث للبيانو والأوركسترا، وغيرهما من عباقرة العالم في أعمالهم الخالدة، حيث تقاطر الجمهور بأعداد كبيرة غصّت فيها الكنيستان.
 
إلى جانب الجمهور الكبير، حضر الأمسية رسميون ودبلوماسيون ومديرون عامون وإعلاميون ومثقفون، تقدّمهم السيدة منى الهراوي، السيدة ماري غسان سلامة، النائبان غسان سكاف وعلي عسيران، سفير إسبانيا لدى لبنان خيسوس سانتوس أغوادو، مديرة مكتب الأونيسكو الإقليمي السيدة كونستانزا فارينا، والوزيران السابقان جوني القرم ومحمد المشنوق.
رحبت رئيسة الكونسرفتوار بالحضور والموسيقيين والضيوف وتحدثت في كلمتها عن "الأمسية الاستثنائية من الموسيقى والشغف، احتفالية "أصداء رافيل وشوبان"، تحية لاثنين من أكثر الموسيقيين المؤثرين والملهمين في التاريخ، اللذَين لم تتوقف موسيقاهما عن عبور الزمن والحدود"، وأضافت:
 
"نحتفل الليلة ليس بعبقريتهما فحسب، ولكن أيضًا بالذكرى الـ 150 لميلاد موريس رافيل، المؤلف الذي أعادت موسيقاه تعريف مشهد الموسيقى الكلاسيكية. رافيل المعروف بألوانه الأوركسترالية الفريدة، وابتكاراته التناغمية. تحمل موسيقى رافيل توازنًا دقيقًا بين الدقة والشعر، العقل والعاطفة. وغالبًا ما توصف أوركستراه بأنها مشعة وكريستالية، وقد أثرت في أجيال من المؤلفين الموسيقيين ولا تزال تعتبر من بين الأكثر رقيًّا في السجل الموسيقي الكلاسيكي".
 
وتابعت القواس: "وإلى جانبه، نكرم إرث فريدريك شوبان، شاعر البيانو، الذي ترددت أصداء مؤلفاته العميقة والمعبرة في قلوب الأجيال. موسيقاه، المليئة بالشعر العميق والبراعة التقنية، هي شهادة على عمق عاطفة البيانو وقدرته التحويلية .لإحياء هذه الروائع، يسرنا أن نكون معكم الليلة من خلال الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، بقيادة المايسترو الشهير كريستوفر ستارك، الذي يُعرف فنّه بالدقة والعمق والأداءات الرؤيوية. على البيانو، نرحب بعازفة البيانو الرائعة إيفلين بيريزوفسكي، ذات الحساسية النادرة والبراعة التقنية، التي سيفتح عزفها الليلة أبعادًا جديدة في أعمال شوبان ورافيل. تتمتع الموسيقى بقدرة غير محدودة على توحيدنا، لتستحضر العواطف التي تبقى في أرواحنا، ولتذكيرنا بإنسانيتنا المشتركة. ونحن في المعهد الوطني الموسيقي، نلتزم بتعزيز الحوار الثقافي من خلال الموسيقى، مع الحفاظ على تراثنا الفني الغني واحتضان التأثيرات العالمية. هذه الفعاليات تؤكد مكانة لبنان كمنارة للفن والموسيقى والإبداع، حيث تستمر اللغة العالمية للموسيقى في إلهام الجميع. وجودكم هنا هو شهادة على القوة المستمرة للموسيقى وقدرتها على جمعنا معًا."
 
الأمسية الاحتفالية بروائع "رافيل" (Maurice Ravel 1875 – 1937) في ذكراه وتحف "فريدريك شوبان" (Fryderyk Chopin1810 –1849) ، كانت بمثابة احتفال بالموسيقى الكلاسيكية في أبهى صورها، محققةً التناغم بين الأداء الفردي والجماعي، بقيادة المايسترو ستارك والأوركسترا، وعزف البيانو المدهش لإيفلين بيريزوفسكي. فإلى جانب "رافيل" الذي وصفته رئيسة الكونسرفتوار في كلمتها بـ "المهندس العبقري للصوت، الذي حوّل الأوركسترا إلى لوحة حيّة تتنفس الألوان وتفيض بالسحر"، حضر "شاعر البيانو "فريدريك شوبان بفيض شاعريته وإلهامه الرومنطيقي، في "كونشيرتو رقم 2 للبيانو والأوركسترا" العمل الذي يملك قدرة مذهلة على جذب المستمعين إلى أعماق الحس الموسيقي.

تسرّب هذا الحس إلى أنامل بيريزوفسكي المترقّبة لكل نغمة، فحملت النغمات في أدائها الماهر، وحلقت تعبيرًا عن قوة العاطفة التي أبدعها شوبان. أضافت العازفة لمستها الخاصة، وما تضمنته من مزيج الرقة والقوة في آن واحد، مما جعلها تتنقل بسلاسة بين الحركات المختلفة للكونشيرتو، من الهدوء إلى الاندفاع، محققة التوازن المثالي بين التعبير العاطفي والتقنية البارعة. أداء إيفلين بيريزوفسكي لم يتوقف عند حدود الإتقان الفني فحسب، بل قدمت أبعادًا فنية جديدة تتناغم مع صوت الأوركسترا، فكان أداؤها بمثابة الإبحار في عالم موسيقي آخر، عالم يعكس التفاعل بين البيانو وبين ما يحيط به من آلات، مما جعل العرض يتسم بالتناغم الكامل.

لم يقتصر التناغم على الأداء فقط، إنما تجلى في التقاء "شوبان" و "رافيل" على انتصار الشعرية الهائمة في روح الموسيقى، عبر جنوح كليهما إلى الموسيقى الشاعرة، مثل استلهام رافيل لخالدته "حارس الظلام Gaspard De La Nuit، من قصائد "Aloysius Bertrand".

هذا التلاقي الذي حوّل الأمسية إلى مشهدية حيّة بألوانها وصورها وأخيلتها، بدأه القائد ستارك بأشهر المقطوعات وأشدها تعبيراً عن شخصية مؤلفها موريس رافيل وهي "بافان" رقصة بطيئة لأميرة فقيدة" (Pavane Pour Une Infante Defunte) التي كتبها في البدء لآلة بيانو وحيدة، ثُم أعاد إصدارها بنسخة موزّعة للأوركسترا. نجح المايسترو ستارك في رؤيته الموسيقية المعاصرة في الولوج إلى عمق المشاعر بأداء الأوركسترا المتناغم، حيث قدم كل موسيقي في الأوركسترا صوتًا يعكس الحلم والحنين للماضي، الذي يعبر عن صورة ملكية غائرة في الزمان البعيد. وتمكن المايسترو من تجسيد اللحن الرقيق والمترنح على عظمة الجمال والشجن، في فضاء من الرومانسية الحالمة والفخمة.

واختتم الأداء الموسيقي المذهل برائعة "قبر كوبرين (Le Tombeau de Couperin) لـ"رافيل" أيضًا، التحفة التي تدمج بين التقليد الفرنسي والتقنيات الحديثة، وتحمل في طياتها صدى من الرثاء والوفاء. واستكمالًا لانخطافه في السفر الموسيقي، تابع المايسترو ستارك توجيه الأوركسترا بأعلى درجات الحس الفني، حيث قدم كل جزء من العمل بدقة واحتراف، متآلفًا مع كل سمفونيات رافيل. وتمكّنت عصاه المبهرة من إبراز الأبعاد المختلفة للموسيقى مع الحفاظ على التوازن الدقيق بين الأجزاء الفردية للأوركسترا.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

آخر الأخبار

فنّ

الفلهارمونية

الذكرى

لولادة

عبقري

الموسيقى

موريس

رافيل

LBCI التالي
"قصيدة الغناء'' جاهدة وهبه محلّقة ومكرمة في احتفالية الصالون الأدبي والثقافي لكازينو لبنان (صور)
بطريقة مميزة... هيفاء وهبي تعايد نفسها بعيدها: والأحلام تستمر (فيديو)
LBCI السابق
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More