مقدّمة النشرة المسائيّة 23-09-2024

إنها الحرب ... هل في التوصيف مبالغة ؟ من خلال معطيات اليوم ، بعدد الغارات والاستهدافات ، من الجنوب إلى البقاع ، إلى جبل لبنان ،  وبالنزوح الكبير من المناطق التي تستهدفها الغارات ، وبالتهديدات التي تطلقها إسرائيل ، يبدو أننا دخلنا الحرب ، وإذا لم تكن مئات الغارات هي الحرب ، فكيف تكون الحرب؟ وإذا لم يكن النزوح الجماعي هو من مضاعفات الحرب ، فكيف تكون مضاعفات الحرب؟ 

الثالث والعشرون من أيلول 2024 ، تاريخٌ يسجَّل، قررت إسرائيل تغيير قواعد اللعبة ، أو فلنقل توسيع قواعد اللعبة ، فهل بدأت باعتماد سيناريو "غزة إثنان": القصف غير مسبوق ، والغارات غير مسبوقة وجغرافيا الاستهدافات توسعت ووصلت إلى أماكن لم تكن تصل إليها من قبل ، على مدى الأحد عشر شهرًا ونصفِ الشهر. 
دموية هذا النهار تمثلت بعدد الذين سقطوا ، فوفق ارقام وزارة الصحة ، سقط نحو مئتين واربعة وسبعين ، وأكثر من الف جريح ، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق منذ بدء هذه الحرب .

وذروة التصعيد، المعادلة التي طرحتها إسرائيل وهي : ما لم يعد مستوطنو شمال إسرائيل إلى بيروتهم ، لن يبقى أهل جنوب لبنان في بيوتهم .  

المساعي الديبلوماسية تسابق التصعيد ، حديث عن موفد فرنسي ، غير جان إيف لودريان ، يحمل رسالة إلى حزب الله ، وحديث أيضًا عن موفد تركي ، ولكن في ذروة التصعيد غير المسبوق ، لا صوت يعلو فوق صوت الغارات والصواريخ .