أكد المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم "ان خلاص لبنان يكون بوحدتنا جميعا ، مجدد القول ان الامن العام نفذ قرارا قضائيا بشأن المطران موسى الحاج وواجباتنا ان ننفذ هذه الاشارة"، كاشفا انه ألغى زيارة لوفد من الامن العام الى بكركي "لاسباب نتحدث عنها لاحقا".
وقال: "أنا مع كل ما يوحد بيروت، لأن وحدة بيروت من وحدة الوطن."، مؤكدا ان أزمة جوازات السفر "ستحل تدريجيا بدءا من شهر تشرين الاول وستكون بداية حل الازمة النهائية على أبواب العام المقبل، والناس يجب ان تعلم اننا لسنا من يفتح الاعتمادات والا لما وصلنا الى الازمة القائمة والمنصة كانت لتسهيل امور الناس".
كلام اللواء ابراهيم، جاء في خلال ندوة حوارية نظمتها معه، جمعية متخرجي المقاصد الاسلامية في مقرها في الصنائع، بعنوان " لبنان في مسار الاستحقاقات الحالية محليا وخارجيا".
وتحدث اللواء ابراهيم، فقال:" سلام للمقاصد التي تزرع الخير وتحصد النجاح. سلام لهذه المدينة، حاضنة التنوع وعنوان وطننا لبنان، بيروت، ام الشرائع ومُصدّرة الحرف إلى العالم، بيروت مدينة إختبار المحن والإزمات، كما هي واحة سلام وصانعة امجاد، منها كان لهذا الشرق مصرف ومستشفى ومطبعة وجامعات وإعلام. نثرت الأنوار على كل هذه المنطقة، بيروت التي تعطي بلا مقابل، بيروت الشعراء والمثقفين والعمال والحداثة والتنوع،بيروت الصمود الإسطوري عام 1982، بيروت التي لفّها الحزن في 4 اب 2020، تنتظر ان تستعيد دورها وبهجتها.
وأضاف : اليوم، وفي مناسبة اللقاء معكم، ندخل إلى الوطن مجدداً، من بيروت ومقاصدها تحت عنوان "لبنان في مسار الإستحقاقات الحالية محلياً وخارجياً"، في أصعب الظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وفي لحظة يتبدل فيها كل شيء، إنْ في لبنان أو في الإقليم وكذلك على المستوى الدولي. ما عاد هناك نهائيات سياسية يمكن الركون إليها في الإقتصاد والإجتماع".
وتابع: "نحن هنا لنتصارح ونعرض الواقع كما هو من دون قفازات، او نعرض اوهاما بآمال وردية. عملياً، يغامر كثيراً من يعتبر أن لبنان الذي كان في وعينا، وفي نظر العالم كله، ما يزال قائماً. هذا اللبنان الذي عرفناه صار من الماضي، وعلى اللبنانيين أن يُعرّفوا ذاتهم الوطنية وبالتحديد هويتهم، ليعرفوا من بعدها اي لبنان يريدون، ويحددوا دوره في عالم يتغير بسرعات برقية، وترتسم حوله احلاف متقابلة، سياسية وامنية واقتصادية وتجارية".
وأشار اللواء ابراهيم الى عنوان :" ماذا عن لبنان امام هذا الواقع المحلي والاقليمي والدولي المتداخل مع بعضه البعض؟" وقال:"البداية الصحيحة توجب علينا الإعتراف بأننا فقدنا كل بطاقات التعريف السابقة. لم نعد جامعة الشرق ووجهته السياحية. لم نعد مستشفى الشرق وإعلامه ومطبعته.لم نعد مصرف الشرق، ولم نعد موضع ثقة المودعين.
وللاسف، ما زال وطننا ساحة يتصارع فيها الجميع، وصندوقة بريد من كل الجهات والى كل الاتجاهات. ولأنه هكذا، فهو مرشح للتدهور أكثر فأكثر. وبالرغم من صلابة أرضه ، وأصالة شعبه، لكننا في وطن يطوف على رمال مُتحركة. هذا الكم والنوع من الأخطار نواجهه حالياً. نجاح ندوتنا يبدأ من تعيين دقيق للوضع الداخلي، لقراءته بشكل سليم في متعلقاته الإقليمية والدولية".
وتابع :"الصورة العامة توحي وكأن البلد ينهار على اللبنانيين. هل هذه حقيقة أم وهم؟
الواقع أن الدولة تسقط بشكل متسارع، لم يبق منها إلا المؤسسات العسكرية والأمنية، يقاتل افرادها باللحم الحي دفاعاً عن الشعب وكيان لبنان ووحدته وأمنه بما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. وأبلغ دليل على ذلك ما جاء في قمة جُدَة، إذ لم يحضر لبنان سياسياً على خارطة هذه القمة الإقليمية ـ الدولية. والإهتمام به كان من مدخل التداعي لمساعدة قواه العسكرية والأمنية حصراً ومن دون البحث في كيفية مساعدته لإجتياز محنته والمصاعب التي تواجهه. وهذا الأمر بالتحديد يوجب علينا كلبنانيين أن نقف مع أنفسنا لبلورة رؤية عاجلة للإنقاذ والنهوض".
وأردف: "الحديث عن سقوط الدولة يعني في ما يعني أن كل ناظم للبنان صار مطروحاً على طاولة البحث. وصار مستحيلاً أيضاً المضي قدماً من دون مواجهة الوقائع بشجاعة وبعقل منفتح. لقد بلغنا هذه النقطة لأننا نفتقد لوجود رجال دولة يفكرون بالمستقبل ويعملون من اجله، بينما في الحقيقة نحن محاطون برجال مهمومين بالحواصل الإنتخابية وليس بالحواصل الوطنية.إن الذين قالوا بأن الإنتخابات النيابية هي المدخل للتغيير، صاروا الآن كالنعامة التي تدفن رأسها بالرمل"، وقال: "حسناً، أجْرِيت الإنتخابات بمعايير من الشفافية والأمان، لكن ماذا بعد؟ ما الذي يستطيع أن يفعله النواب المنتخبون الآن فيما الإدارات والمؤسسات تسقط تباعا؟ الجميع معه حق، والجميع على حق في مطلبه بتعديل الرواتب التي ما عادت قادرة على توفير فاتورة الخبز والدواء والاستشفاء والكهرباء. وما مر على لبنان منذ ثلاثين شهراً حتى الساعة لا يُنبئ بخير، ولا يبشر بأمل آتٍ. لقد رأينا كيفية تفاعل العالم كله معنا. هل من داعٍ لأقول أن النتيجة كانت صفرية، لأن جديدا لم يولد وقديما قد رحل، فيما نحن، شعبا وسياسيون، لا نقوم بمسؤولياتنا وواجباتنا.
حالياً لا مؤشرات على أن لبنان ومكوناته قادرون على الفكاك من تشابك التعقيدات الداخلية مع الخارجية. ليس لأن ذلك قدراً، بل لأن الجميع له مدد وسند خارجي يستدعيه إلى الداخل، وهنا لا يستثنى أحد".
أضاف:" تاريخنا القريب منه والبعيد يقول ذلك بوضوح. الحقيقة الساطعة التي لا نريد مواجهتها هي أن لبنان في مسار الإستحقاقات الخارجية لا يُرى إلا من موقعه "الجيو- بولتيك" وليس من إمكاناته الفعلية التي انتهت، وكلنا شاهَدَ نهايتها المأسوية وساهم بها بمعرفة ومن دون معرفة. والأكثر وضوحاً في هذا السياق هو أننا دخلنا الإستحقاق الرئاسي من أعرض الأبواب والكل إنخرط أو هو في صدد الإنخراط في السباق إلى سُدة الرئاسة الأولى، فيما يبدو أن تشكيل الحكومة صار مؤجلاً بسبب عوامل الإستعصاء السياسي التي دخلت عليه".