"التكتل الوطنيّ المستقل" ناقش موضوع النزوح السوري... الخازن: مسألة المليار يورو كما هي مطروحة "مرفوضة"

عقد نواب "التكتل الوطني المستقل" بعد ظهر اليوم، اجتماعاً في دارة النائب فريد هيكل الخازن في جونية، شارك فيه إلى جانب الخازن النائبان: طوني فرنجية ووليم طوق، الوزير السابق يوسف سعادة، وغاب عنه لأسباب صحية النائب ميشال المر.

وبعد اللقاء، تحدث باسم المجتمعين النائب الخازن، فقال: "ان هدف اجتماعنا اليوم هو العنوان الكبير جدا الذي بات يهدد لبنان ومستقبله على كل المستويات، السياسية والديموغرافية والاجتماعية والإنسانية والطبية، وهو موضوع النزوح السوري. من المرات القليلة، الشعب اللبناني والقوى السياسية اللبنانية والمجلس النيابي والأحزاب والقوى الروحية تجمع على موقف واحد ومسألة واحدة". 

وأضاف: "ان هذا الملف خرج من المزايدات السياسية ونتمنى ان يبقى خارج هذا الاطار ليذهب إلى البحث العميق وبعيد الافق لإيجاد حل للعدد الكبير من النازحين السوريين في لبنان". 

وأكد أن "موقف التكتل من هذه المسألة، موقف واضح، انها مسألة سياسية بامتياز ولها بعد استراتيجي في لبنان والمنطقة ولدى دول الغرب". وقال: "النقطة الاولى والمطلوب اليوم، من الحكومة اللبنانية القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول الخارجية ان كان الدول البعيدة كأوروربا وغيرها، او الدول القريبة وتحديدا سوريا، اذ ان المطلوب ان يكون هناك تفاهم واضح معها لإيجاد حل لهذه المعضلة التي تهدد لبنان ومستقبله. لان الاتحاد الأوروبي يمول ويغذي كي يبقى النازحون السوريون في لبنان، وعندما يعود النازح إلى سوريا تتوقف عنه المساعدات الشهرية ان كانت مادية او عينية".

وأشار الى أن "النقطة الثانية المطلوبة أيضا من الحكومة اللبنانية، هي تطبيق القوانين على مستوى قانون العمل والضرائب وغيرها. اذ من غير المقبول ان يدفع العامل اللبناني الضريبة بينما العامل السوري لا يدفعها ويعمل ويقيم من دون إقامة قانونية. لذلك مسألة تطبيق القوانين أكان على مستوى السلطة المركزية أم البلديات، أمر ضروري ويجب أن يطبق بكل جدية".

وقال: "هناك نقطة نحن كـ"تكتل وطني مستقل" نطالب بها بكل اصرار وجدية وليس من باب المزايدات أو الكلام للكلام، انها مسألة ضبط الحدود، لا يستطيع جهاز واحد في البلاد ان يتبناها ولا يمكن ان نحملها لجهة واحدة، المطلوب هنا التعاون المشترك بين كل الأجهزة الأمنية والعسكرية وقرار سياسي كبير، وآمل ان يصدر غدا كلام واضح وقرار عن مجلسي النواب والوزراء، بأن يتم ضبط الحدود بشكل جدي. كلنا يعرف ان الحدود بحاجة إلى التعاون بين الجميع وايضا مع الدولة السورية، لأنه حتى لو قمنا بكل الجهود الممكنة تبقى هذه الجهود تشكل 50% من الجهد المطلوب، اذ ان الخمسين بالمئة الأخرى مطلوبة من الجهة الأخرى. وهنا، نتمنى أن تقوم الحكومة بهذا الدور وتذهب إلى تنفيذ القرار بشكل مباشر".

وعن موضوع المليار يورو من الاتحاد الأوروبي، قال الخازن: "نحن كتكتل واعتقد ان اغلب القوى السياسية، لدينا الموقف ذاته، ان مسألة المليار يورو كما هي مطروحة وسمعناها هي مرفوضة من قبلنا شكلا ومضمونا، ان خذوا المليار يورو وابقوا على النازحين السوريين عندكم، وهذا امر مرفوض نهائيا. إذا أرادوا مساعدة لبنان من دون شروط عندئذ نحن نشكر الاتحاد الأوروبي وغيرة دول الغرب علينا، ولكن ليس ان تكون المساعدة بشرط الإبقاء على النازحين السوريين". 

وأضاف: "غدا إذا ابلغنا رئيس الحكومة بأن هناك أهدافا أخرى أو أنها غير مشروطة بالشرط القاتل، عندها لكل حادث حديث وسنشكر الاتحاد الأوروبي على هذه المساعدة".

أسئلة

وردا على سؤال عن إمكانية ان يطرح غدا في المجلس النيابي، بناء مخيمات على الحدود بين البلدين، قال الخازن: "عمليا اصبح النازحون موزعين على كل المناطق اللبنانية، واذا اردنا وضعهم في مخيمات على الحدود علينا ان نتعاطى معهم بالحس الانساني اولا، ومن ثم يجب ان يوافق الغرب على هذا الموضوع. انها فكرة جديرة بالذكر ومهمة، والخطأ الكبير الذي حصل انه لحظة دخولهم إلى لبنان لم نتخذ الإجراءات اللازمة لضبطهم على الحدود كما فعل الأردن مثلا. هذا الموضوع مطروح جديا ويلزمه بحث عميق، لأنه انسانيا علينا احترام هذا الشعب لأنه شعب جار وليس عدوا، وأصبح عبئاً علينا  "من ايدنا". واشار الخازن إلى ان "التواصل قائم بين جميع الفرقاء في هذا الموضوع". 

وعن رأيه في طرح الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله بفتح البحار، وعما إذا كان التكتل يتوافق معه في هذه النقطة، قال الخازن: "إذا بقيت الأمور مقفلة، هذا الموضوع هو خيار بيد الدولة اللبنانية، هناك المصلحة الوطنية اللبنانية وهي تتبدى على كل الاعتبارات الأخرى. والمشكلة الأساسية انه حتى اليوم نحن لم نتخذ اي خطوة ان كان باتجاه أوروبا او سوريا، وبعد ان تتخذ الخطوات والاتصالات اللازمة واذا ما وجدنا ان هناك مؤامرة كبيرة على البلاد بعيدة وقريبة لا سمح الله، عندها لكل حادث حديث".

ولفت إلى "أننا غدا سنستمع إلى رئيس الحكومة ونعلق على كلامه ان كنا نؤيده او نرفضه". 

وعن إمكانية مناقشة طلب النائب جميل السيد تفعيل الاتفاقية الموقعة مع المفوضية العليا لشؤون النازحين خلال جلسة الغد، قال الخازن: "اعتقد أن هناك أكثر من اتفاقية موقعة في السابق منها ما هو ليس في مصلحة لبنان ويجب اعادة النظر فيها، ومنها ما هو في مصلحة البلاد ويجب ان نفعلها ونلتزم بها".