تحدث المبعوث الأميركي آموس هوكستين عن تزايد الإتهامات المتعلقة بدور الولايات المتحدة في الصراع المستمر بين إسرائيل ولبنان، في ظل تقارير إعلامية تشير إلى أن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر للعملية البرية الإسرائيلية ووجود أجندة سياسية أوسع.
وفي مقابلة خاصة للـLBCI أجرتها الإعلامية رنيم بو خزام، أوضح هوكستين موقف الولايات المتحدة وأكد أن لا الولايات المتحدة ولا الرئيس بايدن قد سمحا بأي عمليات عسكرية في لبنان. كما تناول الإحباطات المتعلقة بالجهود الدبلوماسية، وكيفية تطبيق القرار 1701، وسبل إنهاء الصراع.
وفي ما يلي، نص المقابلة الكاملة:
س: هناك اعتقاد شائع بأنه نظرًا للمساعدات المالية والعسكرية الهائلة وغياب الحلول الدبلوماسية، فإن الولايات المتحدة هي الراعي الأساسي لغزو إسرائيل للبنان. وتزعم بعض التقارير الإعلامية أنك شخصياً أعطيت الضوء الأخضر للعملية البرية. كيف ترد على ذلك؟
ج: لقد قرأت نفس التقارير الصحفية التي تشير إلى أن الولايات المتحدة أو أنا شخصيًا قد أعطينا الضوء الأخضر للعملية العسكرية. لا الولايات المتحدة أو أنا لم نعطِ أي ضوء أخضر لأي عمليات عسكرية في لبنان. في الواقع، خلال فترة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، كان الرئيس بايدن يعمل جاهدًا على محاولة تحقيق وقف لإطلاق النار. لم يكن هناك أي ضوء أخضر لأي عمليات عسكرية.
س: أفادت بعض وسائل الإعلام بأن الرئيس بايدن يشعر بالإحباط من عدم استجابة نتنياهو لجهود التهدئة. يعتقد الكثيرون أن نتنياهو يقوض الحزب الديمقراطي على أمل فوز ترامب ليمنحه حرية التصرف في الشرق الأوسط. هل هذا هو السبب في فشل الجهود الدبلوماسية؟
ج: هذا الأمر لا يتعلق بالانتخابات سواء في الولايات المتحدة أو في أي مكان آخر. هذا يتعلق بالأرواح البشرية. يتعلق بحياة الناس. نحن لا نفكر في الحملات الانتخابية أو الانتخابات. الشيء الوحيد الذي طلب الرئيس بايدن منا التفكير فيه هو كيفية تقليل معاناة المدنيين، وكيفية إنهاء هذا الصراع، وكيفية الوصول إلى حل دائم ومستدام. لذلك لا أستطيع التحدث عن حسابات الآخرين السياسية، سواء في الولايات المتحدة أو في المنطقة، لكن أستطيع أن أؤكد أن الرئيس يركز على محاولة التوصل إلى هدنة.
س: صرح الشيخ نعيم قاسم أن رئيس مجلس النواب مكلف بإيجاد حل دبلوماسي يؤدي إلى وقف إطلاق النار. لكن هل الحل الدبلوماسي ممكن قبل الانتخابات الأمريكية؟
ج: أولاً، أنا لا أتلقى التوجيهات أو التعليمات من نعيم قاسم. أعتقد أن الرئيس بري بصفته أكبر مسؤول حكومي في لبنان، هو من أواصل الحديث معه. نحن نريد العمل مع مؤسسات الحكومة اللبنانية، بما في ذلك الجيش، للوصول إلى نهاية لهذا الصراع، وهذا يعني التفكير في القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن والعمل على التوصل إلى اتفاق شامل يضمن أن هذا الصراع ليس جزءًا من دورة متكررة، بل نهاية نهائية لهذه الصراعات وهذا الامر سيجلب ذلك الاستقرار للبنان والذي بدوره سيجلب الازدهار.
س: بالحديث عن القرار 1701، هل يخطط نتنياهو للاستمرار حتى يتم تدمير جميع مخازن الأسلحة والأنفاق؟ هل القرار 1701 انتهى، ونحن نتجه نحو القرار 1559؟
ج: قرار مجلس الأمن رقم 1701 كان ناجحًا في إنهاء حرب عام 2006، لكن من الواضح أنه لم يتم تنفيذه بشكل جيد من جميع الأطراف، والانتهاكات أدت إلى وصولنا إلى هذه النقطة في هذا الصراع. نحن بحاجة إلى التركيز على حل يتمثل في التنفيذ الكامل للقرار 1701، ووضع تدابير لضمان تنفيذه بشكل حقيقي. يجب أن يكون ذلك جزءًا من جهد شامل لتعزيز القوات المسلحة اللبنانية، والولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتعزيز القوات المسلحة اللبنانية. يجب أن يتم نشرها في الجنوب ويجب أن تكون الآلية الأمنية الأساسية التي تدافع عن لبنان على طول حدوده. يجب أيضًا تعزيز الأجهزة الأمنية والشرطة لتوفير الأمن الداخلي، وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون لدينا حكومة جديدة، بمجرد أن يختار لبنان رئيسًا جديدًا، لمعالجة الاحتياجات الملحة للبلاد. هذه هي الطريقة التي يمكننا بها إنهاء هذا الصراع بأفضل طريقة لخدمة الشعب اللبناني.
-هناك الكثير من النقاش حول ما يجب أن يحدث أولاً، لكن كل شيء يجب أن يحدث الآن. نحتاج إلى وقف هذا الصراع، والبحث عن حل دبلوماسي، واختيار رئيس جديد، وتشكيل حكومة جديدة، وتعزيز القوات المسلحة اللبنانية. يجب أن يحدث كل هذا في وقت واحد، ويجب علينا جميعًا العمل لتحقيق هذا الهدف الآن.
س: بالحديث عن الرئاسة، لبنان بحاجة ماسة إلى رئيس، ولاسيما مع انهيار المؤسسات. هل هناك جهود خلف الكواليس جارية؟ وهل يمكنك التعليق على مكالمة بين وزير الخارجية بلينكن والرئيس بري؟
ج: نحن في تواصل مستمر مع الحكومة اللبنانية. وزير الخارجية الاميركي أنتوني بلينكن تحدث مع الرئيس بري ومع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وأنا أتحدث مع القادة اللبنانيين، سواء السياسيين أو العسكريين، بشكل يومي تقريبًا. ومع ذلك، اختيار رئيس للجمهورية لا يعود للولايات المتحدة. هذا الأمر يعود للشعب اللبناني فعلى اللبنانيين، من خلال البرلمان والفصائل المختلفة، أن يجتمعوا ويدركوا أن هذه لحظة أزمة وأن يختاروا رئيسًا يمكن أن تنظر إليه الغالبية العظمى من الشعب اللبناني كرمز يمثل البلد. لبنان فريد بتعدد طوائفه، وهذا ما يجعله مميزًا. وهذا هو الرئيس الذي يحتاجه لبنان للدخول في عهد جديد من الازدهار والأمان.
س: كيف سيبدو اليوم التالي في جنوب لبنان؟
ج: يجب أن يكون لبنان، كأي دولة أخرى، قادرًا على تأمين حدوده. وبمجرد أن نتمكن من إنهاء الصراع، سيكون هناك انتشار كبير للقوات المسلحة اللبنانية في الجنوب. يجب أن يتعاون المجتمع الدولي لتقديم حزمة اقتصادية تساعد في إعادة الإعمار، وهذا لا ينطبق فقط على الجنوب، بل على بيروت وبقية لبنان التي شهدت تدميرًا هائلًا.
رأينا هجومًا استهدف مواقع اليونيفيل، وهذا غير مقبول. هناك أيضًا هجوم أدى إلى فقدان أرواح جنود القوات المسلحة اللبنانية، ونقدم تعازينا العميقة لعائلات الجنود ولكل المدنيين الذين أصيبوا أو قتلوا في هذا الصراع. وبالطبع، الهجوم في وسط بيروت أمس كان مدمرًا، ومن المحزن جدًا أن نراه، وهو غير مقبول على الإطلاق. الرئيس عبر عن ذلك، ونحن أكدنا أن الحملة المستمرة من القصف في بيروت يجب أن تتوقف.
اليوم التالي لهذا الصراع يجب أن يشهد عودة لبنان إلى ما كان عليه دائمًا، دولة آمنة يمكن للناس أن يعودوا إليها ويستثمروا فيها. الشعب اللبناني، هو من أنجح الشعوب حول العالم. ويجب أن يكونوا اللبنانيون ناجحين في وطنهم أيضًا. نحن بحاجة إلى قوات مسلحة لبنانية قوية، حكومة قوية، ومؤسسات شفافة، وليس لدي أدنى شك في أن لبنان سيكون دولة مزدهرة وآمنة.
س: ماذا عن معادلة "بيروت-حيفا" التي نسمع عنها مؤخرًا، والتي تعني أن إسرائيل ستتوقف عن استهداف بيروت إذا توقفت حزب الله عن استهداف حيفا؟
ج: لا توجد معادلات. نحن نحاول إنهاء هذا الصراع بالكامل. نحن لا نؤيد حملات القصف في المناطق المكتظة بالسكان مثل بيروت. نريد إنهاء الصراع، وسنواصل العمل مع الحكومة اللبنانية للوصول إلى تنفيذ القرار 1701 ووضع آليات أخرى لضمان أن الحل يكون مستدامًا.
هذا ليس مجرد إنهاء جولة واحدة أو الحصول على بضعة أيام من الهدوء، بل إنهاء كامل لهذا الصراع بحيث يعود الناس إلى ديارهم في الجنوب بأمان، ويعيدون بناء منازلهم ومزارعهم وطرقهم، وهم على ثقة بأن صراعًا آخر لن يحدث قريبًا.
س: أخيرًا، هل تخطط لزيارة المنطقة قريبًا؟
ج: أتطلع لزيارة المنطقة قريبًا، ولكن سواء قمت بالزيارة أم لا، فهذا لا يعكس أي شيء. كما قال الرئيس بايدن مرارًا، نحن نعمل على هذا يوميًا، ويمكنني أن أؤكد لك أن حتى عندما أكون في واشنطن، نحن نعمل باستمرار على هذه المسألة.