حذّر رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، من سلوك السلطة اللبنانية “المتعامي” عن المخاطر الناجمة عن الحرب الإيرانية - الإسرائيلية التي تجري فصولها على أرض لبنان.
وشدّد، لصحيفة “الشرق الأوسط” على ضرورة “اتخاذ موقف تاريخيّ يعيد الاعتبار لمفهوم الدولة ويمهّد لوقف النار”.
واعتبر أنّ “مفهوم الدويلة التي كان يمثلها أداء (حزب الله)” أوصل لبنان إلى الوضع القائم.
وقال: “إننا ذاهبون إلى المزيد من القتل والموت والكوارث.”
وأضاف: “هناك حرب طاحنة تدور رحاها في المنطقة، وما يجري في لبنان هو أحد فصولها. الحرب قائمة بين إيران وأذرعها في المنطقة من جهة، وبين إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة، ومن خلفهما كل أوروبا ودول أخرى. وبدلاً من أن نبذل كل الجهد الممكن لإخراج لبنان من هذه الحرب، نتصرف وكأن شيئاً لم يكن.”
ورأى أنّ القرار بعد اغتيال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بات إيرانيًا بالكامل، “والمجموعات القتالية المتبقية من (حزب الله) تقاد عبر ضباط إيرانيين، وبالتالي قرار إيرانيّ كامل، وتخوض من خلاله الحرب وفقاً للمصلحة الإيرانية الكاملة”.
ودعا جعجع الحكومة إلى الاجتماع وإلى أن تقول إنّها لا تقبل باستمرار ما يجري، وأن تتخذ قرارًا بنشر الجيش وإعلان نيتها تطبيق القرار 1701، بمعزل عن الموقف الإسرائيليّ، “لأنّه يجب البدء من مكان ما”.
وقال: “عليها تقديم إعلان نوايا جدي، وأنا لا أقول إن الحكومة يجب أن تطلب من الجيش الصدام مع (حزب الله)، لكن يجب البدء من مكان ما... وهذا يجب أن يبدأ من قرار، لأن أصحاب القرار تخلوا عن قرارهم، ورأينا بماذا تسبب». وشدد على ضرورة «قيام الحكومة بالاجتماع فوراً واتخاذ القرارات المناسبة، ولا بد أن يجتمع البرلمان ويتخذ توصية لدعم الحكومة في موقف استعادة القرار اللبناني.”
وأكد جعجع أنه غير خائف على السلم الأهلي “لأنني لا أرى نية لدى أي طرف لبنان»، لكن «هذا لا يمنع حصول بعض المشاكل، خصوصاً أن نحو نصف الشعب اللبناني في دائرة النزوح، لكن هذا أمر يستطيع الجيش وقوى الأمن ضبطه ومنعه”.
ورأى أنّ “اللجوء الحالي ليس مثل عام 2006 أبداً، هذه الأزمة قد تستمر أشهراً، وستنتج بالتالي أزمة اجتماعية خانقة”.