احتفل دير سيّدة لبنان في المملكة المتحدة، التابع للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، بعيد القدّيس مارون، أب الكنيسة المارونيّة وشفيع لبنان.
وترأس الذبيحة الإلهيّة الأب فادي كميد، رئيس الدير، وعاونه فيها الأب طلال هاشم، رئيس جامعة الرّوح القدس – الكسليك والآباء أنطوان الأشقر ويوسف إسحق.
وحضر القدّاس المطران جايمس كاري، النائب الأسقفي في أبرشيّة وستمنستر الكاثوليكيّة، إلى جانب جمع من الشخصيات الرسميّة، من بينهم سفير لبنان لدى المملكة المتحدة رامي مرتضى، والقنصل علا خضر، والنائب نعمة افرام، والسيّد سمير عسّاف، والأمير مجيد طلال إرسلان، بالإضافة إلى ممثلي أحزاب الكتائب، الأحرار، والقوّات اللبنانيّة، ورئيسة بلديّة وستمنستر باتريسيا ماكاليستر.
وشدّد الأب فادي كميد على دور الموارنة الثقافي الذي يوازي دورهم الروحي.
وقال: "عرف الموارنة منذ نشأتهم ككنيسة أن الإيمان بلا عقل هو جناح مكسور، والعقل بلا إيمان هو طريق بلا نور. الإيمان والعقل هما جناحان لطائر واحد، ولا يكتمل الإنسان إلا إذا جمع بين المعرفة والقداسة".
ولفت إلى دور الموارنة التاريخي في نشر الثقافة في الشرق.
وأشار إلى مساهمة تلاميذ المدرسة المارونيّة في روما الذين عادوا إلى جبل لبنان وأسسوا المدارس، المطابع، والمكتبات، ودورهم في التحضير لعصر النهضة في الشرق، حيث كانوا أبرز روّاده، مشدّدًا على أنّ جامعة الرّوح القدس - الكسليك هي امتداد لهذا التراث العريق.
بعد القدّاس، افتُتح معرض بعنوان: "الإرث الماروني الثقافي في لبنان والعالم"، ضمّ ثلاثًا وعشرين لوحة من إعداد الأب جوزف مكرزل، مدير المكتبة العامة في جامعة الرّوح القدس - الكسليك، والأب فادي كميد.
ويروي المعرض قصّة الموارنة الثقافيّة الممتدة على مدى ستة عشر قرنًا، عارضًا مجموعة من الكتب، الوثائق، اللوحات الفنيّة، والجداريات. كما تضمّن المعرض إنتاجات الموارنة المهاجرين من جرائد، مجلات، وكتب... وكان هذا الإنتاج الماروني الضخم قد عُرض سابقًا في مبنى الأمم المتحدة في نيويورك خلال شهر تشرين الثاني المنصرم.
وشدّد المطران كاري على أهميّة العلاقة بين الكنيسة المارونيّة والكنيسة الجامعة التي يرأسها البابا، منوهًا بالحضور الماروني المميز في العاصمة لندن.
وقال: "الموارنة في لندن اليوم يحافظون على دورهم كجسر ثقافي بين الشرق والغرب، وهم بالتزامهم الكنسي والإيماني يحافظون على تقاليد المسيحيين الأوّلين".
واشار السفير رامي مرتضى إلى دور الموارنة في تأسيس لبنان الكبير كواحة للحريّة في الشرق، ودورهم التربوي في لبنان من خلال تأسيس المدارس والجامعات.
وقال الأب طلال هاشم، رئيس جامعة الرّوح القدس - الكسليك: "جامعتنا، التي أسّستها الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة عام 1938، تُعدّ صرحًا رائدًا في التميّز الأكاديمي وحفظ التراث. ورغم التحديات المستمرة، تواصل الجامعة التزامها بتقديم تعليم عالي الجودة، مساهمةً في تكوين قادة المستقبل والحفاظ على الإرث الروحي والتاريخي للبنان. ويجسّد هذا المعرض، الذي يضم 23 لوحة، هذا الإرث العريق ويبرز مسيرة الموارنة وإسهاماتهم في تاريخ لبنان والمنطقة".