أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أنّ “لبنان علّمه أولاً، أنّ فلسطينَ قضيةُ حق وأنّ الحقَ يحتاجُ دومًا إلى القوة وأنّ القوةَ في نضالات الشعوب، هي قوةُ المنطق وأنّ فلسطينَ قضيةٌ ثالوث: فهي حقٌ فلسطينيٌ وطنيّ وحقٌ عربيٌ قوميّ وحقٌ إنسانيٌ عالميّ”.
وقال، خلال مشاركته في القِمة العربية غير العادية في القاهرة: “علّمتني حروبُ لبنان أيها الإخوة، أنّ البُعدَ الفلسطيني لقضية فلسطين، يقتضي أن نكون دائماً مع شعبِها. أصلاً وفعلاً “.
وأضاف: “علمتني حروب الآخرين في لبنان، أنّ البُعدَ العربي لقضية فلسطين، يفرضُ أن نكونَ كلُنا أقوياء، لتكونَ فلسطينُ قوية فحين تُحتلُ بيروت، أو تُدمّرُ دمشق، أو تُهدّدُ عمّان، أو تئنُّ بغداد، أو تسقطُ صنعاء يستحيل لأيٍ كان أن يدّعي، أنّ هذا لنصرة فلسطين”.
ورأى أنّ الطريق الأفضل لنصرةِ فلسطين تكمن في أن تكونَ بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها.
ولفت إلى أنّ سيادة لبنان الكاملة والثابتة، تتحصّن بالتعافي الكامل في سوريا، كما بالاستقلالِ الناجز في فلسطين، “الأمر نفسه بالنسبة إلى كل دولة من دولنا، في علاقاتها وتفاعلها مع كل جار عربيّ، ومع كل منطقتنا العربية”.
وقال: “أنا لبنانيٌ مئة في المئة وعربيٌ مئة في المئة وأفخرُ بالاثنين وأنتمي وطنيًا ورساليًا إلى الاثنين”.
وشدد على أنّ “أن تكون فلسطين قضية حقٍ إنسانيّ عالميّ، فيقتضي أن نكون منفتحين على العالم كله لا منعزلين أصدقاء لقواه الحيّة متفاعلين مع مراكز القرار فيه محاورين لها لا محاربين مؤثرين لا منبوذين”.
هذا ما علمني إياه لبنان عن فلسطين، وهذا ما أشهد به أمامكم.
وأشار إلى انّ “لبنان قد عادَ أولاً إلى شرعيته الميثاقية ويعودُ ثانياً إلى شرعيتِه العربية، ليعودَ معكم ثالثاً إلى الشرعيةِ الدولية الأممية، التي لا غنى ولا بديلَ عنها لحمايتِه وتحصينِه واستعادةِ حقوقِه كاملة.
وأوضح أنّ في لبنان، كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ تحتلها اسرائيل وأسرى لبنانيون في سجونها “ونحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم”.
وأكّد ألّا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ لبنان، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبتة والمرسّمة أممياً وألّا سلامَ من دون دولةِ فلسطين وألّا سلامَ من دون استعادةِ الحقوق المشروعة والكاملة للفلسطينيين.
وقال: “اليوم يعودُ لبنانُ إليكم وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غدًا فإلى اللقاء وحتى ذاك لكم من لبنانَ كلُ التحية وكلُ الأُخوّة”.