وأوضح ميقاتي أنّ الاجتماع عُقد، نتيجة الأحداث، التي حصلت في سوريا وانعكاسها على لبنان، خصوصًا على منطقة الشمال.
وأعلن أنّ المجتمعين وضعوا مسودة بيان وحصلت مناقشة طويلة وبناءة وإيجابية جدًا.
واستنكروا الأحداث الدموية، التي حصلت في سوريا، مشدّدين على أهمية المصارحة والمصالحة ودعوة الحكومة اللبنانية، للسعي مع الهيئات الدولية، لإيواء الإغاثة السريعة للنازحين ومن ثم السعي مع الحكومة السورية، للعودة.
وقال: “لا يوجد كلمة لجوء في لبنان، بأيّ شكل من الأشكال”.
ولفت ميقاتي إلى أنّهم بحثوا في المواضيع الطرابلسية والشمالية، بشكلٍ عام، وفي ضرورة الإسراع في اقرار اللامركزية الإدارية والقيام بالتعيينات اللازمة في مجالس الإدارة، “لأنّ في مدينة طرابلس مقومات اقتصادية كبيرة وعلينا الاستفادة منها وذلك بعد استكمال تشكيل مجالس الإدارة والتعيينات الإدارية”.
وشدّد على ضرورة ضبط الفلتان الأمنيّ، ورفع الغطاء عن أيّ مُرتكب وإسراع القضاء في موضوع المُحاكمات.
وعن إقرار الحكومة للموازنة بمرسوم، قال ميقاتي: "الحكومة تقول إنها لا تريد أن تقوم بصرف سلف خزينة، كما أنّها لا تستطيع أن تصرف المال على القاعدة الإثني عشرية، لأنّ هناك أمورًا كثيرة طرأت هذا العام وزادت من موضوع الصرف”.
وأضاف: “بالتالي، من الطبيعيّ أن تُقر الموازنة بمرسوم ومن ثم تجرى التعديلات اللازمة مثلما حصل أمس عبر إرسال الحكومة مشروع قانون إلى مجلس النواب لتخفيض بعض الرسوم التي كانت مطلوبة في الموازنة”.
وأكّد الرئيس فؤاد السنيورة أنّ كل هذه القضايا تحتاج إلى موقف واضح وصريح.
وقال: “يجب أن نجد حلولًا للمسائل المطروحة، بعد الأحداث الدموية، التي حصلت في سوريا والتي نتج منها نزوح إلى لبنان".
وأضاف: "يجب تأكيد أيضًا أهمية الخطوات، التي تقوم بها الحكومة السورية الجديدة من أجل احتضان كافة فئات المجتمع السوريّ وبالتالي الحؤول من دون المزيد من النزوح”.
ولفت السنيورة إلى أنّ لبنان وسوريا جيران وأشقاء ولديهما مصالح مشتركة “وسوريا هي المدخل البريّ الوحيد إلى العالم العربيّ”.
واستنكر المجتمعون، في بيان، وأدانوا أشدّ الإدانة الأحداث الدامية، التي شهدتها مناطق الساحل السوريّ، وما أدت اليه من تجاوزات يجب ضبطها فورًا.
وأثنوا على توجّهات الحكومة السورية واجراءاتها، مع التشديد على جمع مختلف مكونات سوريا الوطنية، والحفاظ على وحدة وكامل التراب السوريّ، والعمل على استتباب الامن واحلال الأمان وبسط سلطة الدولة السورية الحصرية والكاملة على كل أراضيها ومرافقها.
كما أثنوا على اعلان الحكومة السورية العمل على انجاز التحقيق المستقل في ما جرى ومحاسبة المسؤولين والمتورطين في أعمال قتل المدنيين الأبرياء والعزل واتخاذ الإجراءات الصارمة لمنع هكذا أعمال إجرامية مشينة وحماية المدنيين من كل اطياف الشعب السوري وتوجهاته، وتسهيل عودة النازحين، بعد ان سقط مفهوم اللجوء المعرّف باعلان جنيف.
وحذّروا اللبنانيين من مغبة التورط من جديد في مواجهات أهلية عنفية، “لأنّ التجارب أثبتت أنّ العنف واستخدام السلاح في داخل الوطن، لا يؤدي إلّا إلى إشعال نيران الأحقاد واستدراج الثأر والثأر المضاد، مما يؤدي إلى الوقوع في الفخ الذي تنصبه وتعمل عليه إسرائيل، وهي التي تستمر في اعتداءاتها واحتلالها لمناطق في لبنان”.
ودعا المجتمعون الدولة اللبنانية إلى التواصل مع الهيئات والمنظمات الدولية المعنية الى متابعة الأوضاع المستجدة في مناطق شمال لبنان الحدودية بفعل التدفق المستجد للنازحين السوريين، بسبب الأحداث الجارية في سوريا.
ورأوا وجوب تضافر جهود جميع اللبنانيين وتضامنهم وتآخيهم، وتعزيز وحدتهم الداخلية، وبالتالي التنبه للمؤامرات المحاكة والفتن المدبرة، وذلك بالتمسك بسيادة الدولة اللبنانية وسلطتها الواحدة والحصرية على كامل أراضيها ومرافقها، والاحترام الكامل للدستور ولحسن واستكمال تطبيق اتفاق الطائف، والتمسك بحكم القانون والنظام، والاحترام الكامل لقرارات الشرعيتين العربية والدولية ذات الصلة.
وشدد المجتمعون على رفض محاولات العدو الاسرائيلي فرض التطبيع مع لبنان،وكذلك فرض امر واقع عبر استمرار احتلال بعض المناطق. كما طالبوا الدول التي رعت تفاهم وقف اطلاق النار الى الضغط على العدو الاسرائيلي للانسحاب من كل المناطق التي لا يزال يحتلها ووقف خروقاته المستمرة للسيادة اللبنانية.
ولفتوا إلى أنّ شمال لبنان ومدينة طرابلس لا يزالان يعانيان الكثير من المشكلات المتراكمة التي تحتاج إلى معالجة مستمرة، ولاسيما على الصعيد الأمني لضبط الفلتان الحاصل واتخاذ كل الإجراءات الأمنية الوقائية، وهما ينتظران من الحكومة الجديدة الاهتمام بهما.
وقالوا: “يجب العمل على اقرار قانون اللامركزية الادارية وإحياء وتنفيذ المشاريع المقرّة والأخرى الضرورية لتعزيز الأوضاع الاقتصادية، وملء الفراغ في المؤسسات الرسمية ومعالجة الشغور القضائي ، بما يسهم في معالجة الاوضاع الامنية وانتعاش الحركة الاقتصادية التي تحتاجها مدينة طرابلس ومنطقة شمال لبنان.
عاشت مدينة طرابلس، عاشت منطقة الشمال، عاش لبنان”.