شارك مئات المظليين يوم السبت في قفزة جماعية قرب مدينة إيده الهولندية، في إطار إحياء الذكرى الثمانين لعملية "ماركت غاردن"، التي تُعدّ أكبر عملية إنزال جوي في التاريخ.
هذه العملية، التي نُفّذت في أيلول 1944 خلال الحرب العالمية الثانية، كانت تهدف إلى السيطرة على جسور استراتيجية في هولندا، لكنّها انتهت بفشلٍ كبير.
أسفرت العملية عن خسائر فادحة في صفوف قوات الحلفاء، حيث قُتل نحو 15 ألف جندي، وتم أسر 6600 آخرين. ورغم الآمال الكبيرة التي وضعها قادة الحلفاء على العملية لتحقيق اختراق سريع في أوروبا وفتح الطريق نحو برلين، إلا أن القوات الألمانية استطاعت التصدي للمظليين الأميركيين والبريطانيين والبولنديين بصلابة، ونجحت في صدّهم بعد معارك شرسة دمرت مدنًا عدة، منها أرنهيم وإيده.
في مراسم إحياء الذكرى التي حضرها الآلاف، بمن فيهم ملك هولندا فيليم ألكساندر ومحاربون قدامى من الحرب العالمية الثانية، ألقى رئيس بلدية إيده، رينيه فيرهولست، كلمة مؤثرة أكد فيها أن "الجنود ضحّوا بحياتهم لنتمكن من العيش بحرية اليوم". وبعد وضع إكليل من الزهور، توجه الملك الهولندي إلى أحد المحاربين القدامى قائلاً له: "شكراً لما قدمته من أجل بلدنا".
وتمحورت عملية "ماركت غاردن" حول السيطرة على جسور حيوية، لكنها انهارت بعد أن تصدت القوات الألمانية للمظليين الحلفاء في معارك ضارية، أبرزها في مدينة أرنهيم.
هذه المعركة التاريخية ألهمت فيلم "إيه بريدج تو فار" A Bridge Too Far عام 1977، الذي أخرجه ريتشارد أتينبورو، وشارك فيه نجوم كبار مثل شون كونري وروبرت ردفورد. كما خُلد جسر أرنهيم باسم المقدّم البريطاني جون فروست، الذي قاوم مع رجاله لمدة أربعة أيام قبل أن تستعيد القوات الألمانية الجسر.