تولت طائرات إلقاء آلاف اللترات من مادة حمراء زاهية أو وردية فلورية غطّت الغابات والمنازل والسيارات، ما أدّى إلى ارتسام مشهد مدهش في المناطق التي طاوَلَتها الحرائق في أجزاء من مدينة لوس أنجلوس الأميركية.
وهذه المادة الملوّنة التي بدت على تناقض فاقع مع أعمدة الدخان الرمادية المتصاعدة من المدينة والمناظر الطبيعية المتفحمة فيها، هي في الواقع مادة مثبطة للهب تحمل تسمية "فوس-تشيك" Phos-Chek، تستخدمها هيئة الغابات منذ ستينات القرن العشرين.
منذ الأسبوع الفائت، أُلقيَت هذه المادة على الأحياء السكنية على نطاق "لم يسبق له مثيل"، الأمر الّذي دفع كثرا إلى أن يتساءلوا عمّا إذا كانت هذه المادة خطِرَة أم لا.
وتتولى بيع "فوس-تشيك" شركة "بيريميتر سوليوشنز" المتخصصة في الحماية من الحرائق. وتتكون هذه المادة من خليط من فوسفات الأمونيوم، وهو سماد شائع، وإضافات مختلفة، من بينها أكسيد الحديد (الصدأ)، مما يعطيه لونه الفلوري.
وتساعد هذه الصبغة الطيارين على التأكد من عدم ترك أي مناطق غير مشمولة بعمليات مكافحة الحرائق.
وعادة، عندما يلقي الطيارون المياه، يجب أن يميزوا بين "الجزء المشرق والجزء الداكن" لمعرفة المكان الذي سيلقون فيه المياه في المرة التالية، لكنّ "الرؤية اصبحت سهلة جدا" بفضل هذه المادة.
وثمة ميزة أخرى تتفوق بها المادة المثبطة للهب على الماء، وهي أنها تستمر في العمل حتى بعد تبخُّر الماء المختلط بها.
وأكدت هيئة الغابات أنها لا تستخدم سوى مثبطات لهب "تلبّي معايير هيئة حماية البيئة، وهي ألاّ تكون سامة تقريبا للإنسان والثدييات والأنواع المائية".
وأوضحت أن القانون يحظر إلقاء المواد المثبطة للحريق على المسطحات المائية والمناطق التي تحتوي على أنواع مهددة أو معرضة للانقراض، إلاّ عندما "تكون حياة الإنسان أو السلامة العامة مهددة" ويكون "من المعقول الاعتقاد" بأن المادة المثبطة للحريق يمكن أن تكبح الحريق.
لكنّ حوادث يمكن أن تقع، في حال تغيّر اتجاه الريح أو الإلقاء غير الإرادي للمادة.