نعيش اليوم في زمن أصبحت فيه المؤخرات هماً، موقعاً، رمزاً للجاذبية، وسبباً أساسياً للتقدم!
فلم تعد مفاجأة اذا انتظرنا اليوم بأكمله في مؤخرة صف لا ينتهي لتقديم طلب توظيف مصيره سلة المهملات، لتأتي فتاة بمؤخرة "بارزة" وطلب فارغ وتقف في أول الصف وهي أكيدة من حصولها على الوظيفة.
ومما لا شك فيه أن موقعنا في مؤخرة البلدان الزاحفة نحو التقدم مضمون، والدليل على ذلك هو تعايشنا مع واقع عدم وجود رئيس للبلاد، ومحاولاتنا الفاشلة لانقاذ عناصر من الجيش خطفوا على أيدي منظمات ارهبية وغيرها...
أما المشهد الأخاذ فهو الانتظار في مؤخرة صف لا ينتهي في الدوائر الرسمية ومراكز الميكانيك والضمان الاجتماعي ... والمشهد المضحك المبكي يكون في المستشفيات حيث تصبح صحتك في مؤخرة اهتماماتهم عندما تكون فقيراً.
حتى في الفن والرقص والغناء والنجومية تبقى المؤخرة هي المؤهل الأول للنجاح، وما همّ الأذن من العويل ما دامت العين مستمتعة؟!
كذلك في الأخبار نرى أن صاحبات المؤخرات الضخمة يحصدن أكبر نسب المشاهدة على المواقع الالكترونية .
في المقابل، ورغم كل الظروف ثبتنا في مقدمة الشعب الأكثر عرضة للموت على الطرقات، فحتى قانون السير المحكم على طرقاتنا الوعرة لم يستطع أن يحمينا.
فيا له من بلد يعيش في مؤخرة زمن تحكمه المؤخرات!
ليلى عقيقي