LBCI
LBCI

متلازمة "الأم المثالية"... تهديد جديد للأمهات في مجتمع يدفعهن نحو الكمال!

Rosa-Belle Haykal الكاتب: Rosa-Belle Haykal
صحة وتغذية
2025-03-21 | 09:00
مشاهدات عالية
شارك
LBCI
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
متلازمة "الأم المثالية"... تهديد جديد للأمهات في مجتمع يدفعهن نحو الكمال!
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
5min
متلازمة "الأم المثالية"... تهديد جديد للأمهات في مجتمع يدفعهن نحو الكمال!

"مبروك الله يعيشو"، "نقشعلها خي" أو "عقبال الصبي"، هي عبارات تلخص بداية مسيرة كل أم جديدة على درب الجلجلة للظهور بأفضل صورة ممكنة وتربية أولادها بحسب عادات وتقاليد تسعى لإرضاء مجتمع يصبو أفراده دائماً نحو الكمال.
 
وبين العمل ومتطلبات الأسرة، تجد الأمهات أنفسهنّ في صراع دائمٍ  للظهور بصورة الأم المثالية التي رسمها المجتمع، والموازنة بين العمل والنشاطات الإجتماعية والأعمال المنزلية، وحتى فترة الـ"Me Time" الأسبوعية، غير الموجودة أساساً على جدول أعمالهنّ.

وبين رغبة الأمهات بالسعي نحو الكمال ومعايير المجتمع، تسجّل متلازمة الأم المثالية أو "Perfect Mother Syndrome" دخولها لضرب صورة الأمهات عرض الحائط وفرض قواعد جديدة على أمهات أنهكتهنّ متطلبات الحياة.

وشرحت المعالجة النفسية سيلينا صليبا في حديث لموقع الـLBCI الإلكتروني، أن متلازمة الأم المثالية هي حالة تدفع الأم للسعي نحو الكمال والمثالية والسيطرة على تفاصيل حياة أولادها بشكل كامل للوصول إلى صورة الأم المثالية وإرضاء المجتمع.

وعددت صليبا أسباب هذه الحالة، والتي شملت ضغوط المجتمع الذي يتطلب من الأم دائماً  الظهور بصورة الأم المثالية التي تضحي من أجل سعادة عائلتها، بالإضافة إلى وسائل التواصل الإجتماعي التي تطلب من الأم أيضاً الظهور بصورة مثالية وتدفعها لمقارنة نفسها مع الأمهات الأخريات.

وأشارت صليبا إلى أن الشعور بالذنب الذي تعيشه الأم يأتي بسبب عدم قدرتها على إعطاء الوقت الكافي لعائلتها وخوفها من تصنيفها كأم فاشلة بالإضافة إلى البيئة التي كانت متواجدة  فيها سابقاً كالعيش مع أم صارمة فرضت عليها أن تكون مثالية، ما دفعها إلى السعي دائماً نحوها.

ولفتت صليبا إلى أن غياب دعم الزوج أو غياب الزوج، ومقارنة الأم لنفسها مع غيرها من الأمهات، بالإضافة إلى رغبتها بالظهور بصورة الأم الجيدة وظروف المعيشة الصعبة هي من أبرز العوامل التي تفاقم أعراض هذه الحالة.

وتابعت صليبا: "تطلب وسائل التواصل الإجتماعي من الأم الظهور بصورة غير واقعية وغير موجودة في الحياة الطبيعية، كالموازنة بين عملها وعائلتها وحتى نفسها، وفي حال شعرت بتقصير بسيط منها ومن أولادها تشعر بالذنب وتبدأ بلوم نفسها، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على الأولاد".

وعن دور الزوج في هذه المرحلة، أكّدت صليبا أن وجود الزوج كداعم أساسي للأسرة مادياً ومعنوياً وعاطفياً وعدم رميه المسؤوليات على الأم، هو أمر ضروري، ومن واجبه دعمها بكل شيء من الأعمال المنزلية وصولاً إلى عملها.

وأضافت أنه "من الضروري أن يسعى لتأمين بعض الوقت الخاص للأم مرة واحدة في الأسبوع لكي تستعيد طاقتها، وأن يتقبّل فكرة أنها قد تخطئ أحياناً ومساعدتها ودعمها لتخطي هذه المرحلة".

أما عن تأثير هذه الحالة على صحة الأم النفسية، فأوضحت صليبا أنها تسبب الشعور بالقلق، والإحتراق الوظيفي (Burnout) والإرهاق، وضعف الثقة بالنفس وبالقدرات والمهارات، مضيفةً أن "غياب الدعم والشعور بهذه الأعراض لمدة طويلة يمكن أن يحوّل هذه الحالة إلى مرض نفسي يستلزم خضوع الأم للعلاج".

وبالنسبة لتأثيرها على الأولاد، لفتت صليبا إلى أن الضغط الدائم والرغبة بالنجاح لإرضاء الأم يخلق لديهم ما يسمى بالحب المشروط، بالإضافة إلى شعورهم بالقلق وضعف الثقة بالنفس بسبب الشروط التعجيزية المطلوبة منهم والتي تؤدي بدورها إلى شعورهم بالتعب بسبب عدم قدرتهم على تنفيذها.

وتابعت صليبا: "من الممكن أن يلجأ الأولاد إلى التمرد على الصورة المفروضة عليهم وخاصة في مرحلة المراهقة والاتجاه نحو الصورة المعاكسة لها".

وعن تأثيرها على علاقة الأم بأولادها، قالت صليبا إن الأولاد يسعون دائماً لإرضاء الأم للحصول على حبها، حيث يصبح التعاطي في ما بينهم من دون عاطفة، الأمر الذي يؤثر مستقبلاً على علاقاتهم ويجعلهم يظهرون في هذه الصورة مجدداً لإرضاء الآخرين.

وأضافت صليبا أن "هذه الحالة تدفع الأولاد إلى الشعور بالذنب بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى الصورة المثالية المطلوبة، الأمر الذي يمنع تطورهم ويجعلهم يسيرون في الإطار المفروض عليهم بالإضافة إلى انعدام ثقتهم بقدراتهم واعتمادهم على الآخرين لاتخاذ القرارات ".

ونوّهت صليبا إلى أن الأولاد ليسوا بحاجة إلى أم خارقة، بل إلى أم تشعرهم بحبها ودعمها لهم وتقبلهم بمميزاتهم واختلافاتهم وتميزهم بالإختلافات الموجودة لدى كل واحد منهم فقط.

ونصحت صليبا الأمهات بعدم الضغط على أنفسهنّ بشكل كبير وتحمّل مسؤوليات كثيرة، وإشعار أولادهنّ بالأمان وتحميلهم مسؤوليات مناسبة لهم، مضيفةً أن "لا أحد معصوم عن الخطأ ومن المهم أن نكشف الخطأ لإصلاحه بالشكل المناسب".

وأوصت صليبا الأمهات بعدم مقارنة أنفسنّ بغيرهنّ من الأمهات، لأنهنّ مميزات بحبهنّ لأولادهنّ بالطريقة الصحيحة، مشددةً على أهمية عدم تحمل المسوؤليات بمفردهنّ واللجوء إلى الشريك لدعمهنّ ولتخصيص الوقت الكافي لهنّ لأخذ قسط من الراحة.

آخر الأخبار

صحة وتغذية

"الأم

المثالية"...

تهديد

للأمهات

مجتمع

يدفعهن

الكمال!

LBCI التالي
"اكتئاب ما بعد الولادة" حالة نفسية شائعة... ولكن!
لهذا السبب... مُحبو السهر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب
LBCI السابق
إشترك لمشاهدة الفيديوهات عبر الانترنت
إشترك
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More