في كشف علمي قد يُحدث تحولًا في فهم أسباب سرطان القولون والمستقيم لدى الشباب، توصل باحثون إلى أن أحد أنواع البكتيريا المعوية قد يكون السبب وراء هذا الارتفاع المقلق في الحالات المبكرة.
الحديث يدور حول مادة "كوليباكتين"، وهي سمّ تفرزه بعض سلالات الإشريكية القولونية (E. coli) التي تعيش في القولون والمستقيم. وبحسب الدراسة، فإن التعرض لهذا السم يحدث غالبًا خلال السنوات العشر الأولى من الحياة، ما يعني أن الإصابة قد تكون مبكرة جدًا، حتى لو لم تظهر أعراض حينها.
أوضح البروفسور لودميل ألكساندروف من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وأحد القائمين على البحث، أن هذا الضرر "رغم أنه ناتج عن عدوى عابرة، إلا أن أثره على الحمض النووي قد يدوم لعقود".
الدراسة، التي شملت حالات من 11 دولة، كشفت أن الطفرات الجينية المرتبطة بكوليباكتين كانت أكثر شيوعًا بثلاث مرات ونصف في حالات السرطان المبكر مقارنة بالحالات التي تظهر بعد سن السبعين. والأخطر أن نحو 15 في المئة من الطفرات الجينية المُسببة لتطوّر السرطان (APC mutations) كانت ناتجة عن هذا السم.
هذا الاكتشاف يُعد الأول من نوعه في ربط عامل محدد بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بين الشباب، وسط تساؤلات واسعة حول الأسباب الحقيقية لهذا التزايد في أكثر من 27 دولة، خاصة مع تضاعف الحالات تحت سن الـ55 في الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية.
رغم أهمية كوليباكتين، يشير الباحثون إلى أن هناك عوامل أخرى قد تلعب دورًا في الإصابة، مثل التغذية، الالتهابات المزمنة، والعوامل الوراثية. كما رُصدت أنماط طفرات مختلفة بين دول مثل الأرجنتين وتايلاند وروسيا، ما يشير إلى احتمالية وجود عوامل بيئية محلية.
أما الخطوة التالية، فيعمل الفريق حاليًا على تطوير اختبار جيني قادر على رصد الطفرات المرتبطة بكوليباكتين، ما قد يُمكّن من الكشف المبكر عن خطر الإصابة ويساهم في الوقاية وتقديم العلاج في وقت مبكر. ويأمل الباحثون أن يكون هذا الفحص متاحًا خلال عامين أو ثلاثة.