في أجواء روحانية عميقة ومعاني ميلادية مميزة، حلّ الأب روي عبدلله ضيفًا ثانيًا على الإعلامية نسرين ظواهرة في حلقة "أرض وسما" الميلادية عبر شاشة الـLBCI. خلال اللقاء، تناول الأب عبدلله موضوعات دينية وفلسفية عميقة، عاكسًا فكرًا يدعو للتأمل في حقيقة الإيمان والإنسانية.
أشار الأب عبدلله إلى أن الله في فكر الكثيرين كان وهميًا، حتى لحظة تجسد ابنه يسوع المسيح، "الكلمة"، التي أثبتت الإيمان بحقائق غير قابلة للنقض، حتى بالنسبة للملحدين. وأكد أن جوهر عيد الميلاد قد ضاع بين الناس مع الزمن، حيث باتت الديانة أصعب مما كانت عليه في السابق. وشدد على أن يسوع ليس لديه دين معين، بل يحمل رسالة إنسانية شاملة لكل البشر، داعيًا الجميع للدخول في الإيمان من خلال الأعمال الصالحة.
أوضح الأب أن الإله المتجسد معروف لدى البعض، لكن كثيرين لم يكتشفوه بعد، رغم أن نيتهم قد تكون صالحة. وأشار إلى أن النية وحدها ليست كافية، إذ يجب أن تكون منسجمة مع تعاليم الله. وتحدث عن التحديات في هذا العصر، مؤكدًا أن مهمة التربية أصبحت أصعب، لا سيما أن العديد من الأهالي يجهلون تفاصيل حياة أبنائهم. وفي رسالة موجهة للأمهات، نصح الأب بأن يعشن الحب في منازلهن ليكون أساس التربية.
كما أكد الأب عبدلله أن يسوع لا يدعونا إلى التقشف بحد ذاته، بل إلى الدخول في علاقة أعمق مع الله. وتطرق إلى سؤال شائع عن سبب سماح الله بالظلم والحروب، موضحًا أن الحرب ليست من عند الله، بل هي نتيجة قرارات بشرية. ودعا إلى الثقة بوعد الله بالخلاص النهائي. وأضاف أن الأطفال الذين يموتون في الحروب هم في مكان أفضل، لأنهم لن يشهدوا معاناة هذا العالم.
وعن لحظات الضعف التي يلجأ فيها الإنسان إلى الله، شبّه الأب عبدلله الإيمان بقصة المرأة النازفة التي نالت الشفاء بلمسة واحدة لإيمانها. وأشار إلى أهمية التعبير عن الإيمان بوضوح، حيث تكمن القوة في حرية الفكر والجسد معًا. كما نفى فكرة أن الله "يجرّب" الإنسان، موضحًا أن ما يحدث في الحياة هو نتيجة حرية الفكر البشري.
في ختام حديثه، تطرق الأب إلى فكرة آدم القديم والجديد، معتبرًا أن الإنسان القديم لا يزال ينمو ولكنه لا يتجدد إلا من خلال فهم يسوع المسيح. ودعا الأب عبدلله الجميع إلى القراءة المتعمقة لفهم حقيقة المسيح وما يحمله من رسالة خلاصية للبشرية.