رؤساء الطوائف في بكركي للمشاركة في القمة المسيحية الإسلامية... "لبنان سيبقى وطننا جميعا"

استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في القمة الروحيّة المسيحيّة – الإسلاميّة، في بكركي، بالقول إن "الوطن مجروح في العمق وكلّنا هنا لمداواة هذه الجراح ونحن هنا لعزاء قلوبنا وقلوب شعبنا المصاب بعمق".

وأشار البطريرك الراعي إلى أن "مأساة وطنيّة تجتاح الجميع والزمن اليوم هو زمن تضميد الجراح وإيجاد الحلول وهذا دورنا كرؤساء روحيين".

 

بدوره، دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان جميع الجهات الى الثقة بأن "لبنان سيبقى وطننا جميعا، ايمانه بالله ووحدته الوطنية وأصالة شعبه كفيلة بحفظه وحمياته واستمراره ورد العدو الاسرائيلي ولا خوف أبدا على لبنان".

ولفت المفتي دريان الى أن "اجتماعنا اليوم خير رسالة للعالم أجمع وأبلغ ردّ على العدو الذي يستعمل آلة القتل والدمار ويرتكب المجازر بشكل همجي ووحشي ولا يقيم للأمم المتحدة ومجلس الأمن هيبة". 

واعتبر المفتي دريان أن "ما حصل هو امتحان عسير لنا جميعا عرّض لبنان كله للدمار وعلينا أن نتعظ وأن يكون درسا لنا في معالجة مشكلاتنا الحالية والقادمة ولعل أهمها انتخاب رئيس للجمهورية"، مضيفا: " كفانا تشرذمًا وفوضى ويجب أن تستعيد الدولة دورها وقرارها ويجب أن نحرص على تطبيق الدستور واتفاق الطائف واللبنانيون بحاجة إلى دولة تحميهم وتوفّر لهم الأمان".

 

 

كذلك، تحدث نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، في مستهلّ القمّة الروحيّة في بكركي، وقال: "أمام هذه الظروف جئنا آملين منكم بموقف على مستوى هذا الواقع الذي تمارس فيه إسرائيل حرب إبادة موصوفة تستهدف كل لبنان بكل ما فيه"، متابعا: "الأمين العام لـ"حزب الله" الشهيد حسن نصرالله قدّم نفسه فداءً للبنان وأهلنا اضطرّوا الى النزوح ونتوجّه بتحيّة إلى الشعب اللبناني بكل طوائفه على فتح أبوابهم لإخوانهم".

وشدد الخطيب على أن "العدوان لا يستهدف فئة بعينها بل الوطن بأكمله شعباً وكياناً وعائلات روحيّة تشكل نقيضاً لهذا الكيان العنصري الغاصب والمتوحش الذي لا يعيش إلّا على سفك الدماء لذلك يجب التصدي لهذا العدوان شاملاً وكاملاً"، مؤكدا أن "نحن أهل الدولة ورعاتها وحماتها والحريصون على قيامتها وقوّتها وسلطتها لكنّ الدولة طوال عقود تخلّت عن سيادتها ووقفت وقوف العاجز بل اللامبالي بسيادة وكرامة شعبها ومعاناته وتركته على الحدود للوحش الصهيوني".

واضاف الخطيب: "نشدّ على أيدي رجال المقاومة الأبطال وندعو إلى بناء دولة حقيقية وقادرة تستطيع القيام بمسؤولياتهم الوطنية في الدفاع عن سيادتها وكرامة شعبها وبناء دولة المواطنة"، معتبرا أن "المصارحة والجدية تقتضي الاعتراف بأسباب الفشل في بناء الدولة لنسير جميعاً تحت كنفها وحمايتها ونخرج من هذا الوضع ولتتحمّل الدولة مسؤولية الدفاع عن أمن وأمان واستقرار مواطنيها".

كما شدد الخطيب على أن "يجب انتخاب رئيس توافقي للبلاد كي يقف اللبنانيون خلفه جميعاً ليتمكّن من القيام بهذا الحمل الثقيل لكن أوّلًا يجب وقف الحرب المجنونة بوقوف الشعب اللبناني صوتاً واحداً، ونعوّل على جهود الرئيسين نبيه برّي وميقاتي ونوليهما الثقة الكاملة وندين العدوان الصهيوني على قوّات اليونيفيل".

 

أبي المنى: نتمسّك بالشراكة الروحية والوطنية 

أما شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى، فأكد من بكركي "أننا نتمسّك بالشراكة الروحية والوطنية التي هي مصدر قوّة لبنان وثباته ويجب إسكات الأصوات المنادية بأيّ صيغة من صيغ التقسيم والتشرذم المناطقي أو الطائفي".

ودعا أبي المنى "للإسراع في انتخاب رئيس بأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق"ن مؤكدا على "أهميّة اتفاق الطائف واحترام القرارات الدولية لا سيما القرار 1701"، ومحذرا من "الاستقواء بالخارج على الداخل ومن محاولة تغليب أي طائفة على أخرى فلبنان لا يبنى إلّا على قاعدة تقضي بأن تحافظ كل عائلة روحية على شريكتها في الوطن".

واعتبر أبي المنى أن "اجتماعنا معاً قادر على إحداث الفرق المطلوب ولنتواضع ولنرتفع ولنتوافق على خارطة طريق إنقاذ الدولة ولتُفتح أبواب المجلس النيابي أمام انتخاب رئيس".

 

يازجي: لانتخاب رئيس للجمهورية كي تنتظم سائر الهيئات الدستورية

بدوره، أشار بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، في مستهلّ القمة الروحية في بكركي، الى أن "الوطن جريح وينزف وقلوبنا تدمي ومن حولنا شهداء وقتل وعنف ونزوح وكل الأوجاع، واجتماعنا أيضاً رسالة داخلية لشعبنا كي يرى الناس جميعاً أننا سويّة وأنّه لا يفرّقنا أي شيء وأنه علينا أن نكون يداً واحدة مسلمين ومسيحيين".

واعتبر البطريرك يازجي أن "اجتماعنا اليوم هو رسالة للعالم الخارجي علّه يرى أنّنا كنّا وما زلنا وسنبقى أبناء هذا البلد بكلّ أطيافه عائلة روحية واحدة في لحمة وطنية لا يعتريها أي خلل".

ودعا البطريرك يازجي "جميع المعنيين الى التكاتف والتآزر للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية كي تنتظم سائر الهيئات الدستورية"، مضيفا: "يجب ترتيب بيتنا الداخلي وعلى رأسه انتخاب رئيس للجمهورية وبناء دولة المواطنة واكتمال الهيئات الدستورية كافة ونرفع الصوت مجدداً مطالبين المجتمع الدولي بالإسراع لوقف هذه الحرب اليوم قبل الغد".

 

بدوره، رأى رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدّور أن "ما يريده العدو الإسرائيلي هو إيجاد الفتنة بين اللبنانيين والانقسام وتخلّي لبنان العروبة عن القضية الأساسية أي فلسطين".

وناشد الشيخ علي قدّور،من بكركي، "المجتمع الدولي أن يوقف العدو الإسرائيلي عند حدّه ولا بدّ من العمل والمثابرة على وقف إطلاق النار فوراً".