استعاد رئيس تحرير صحيفة "اللواء"، الأستاذ صلاح سلام، محطات من البدايات المهنية للراحلة هدى شديد، التي انطلقت من المؤسسة نفسها قبل أن تنتقل إلى صحيفة "النهار".
وفي شهادته التي أدلى بها خلال مراسم وداعها، قال سلام: "عرفت هدى في أوائل التسعينيات، بعد انتهاء الحرب الأهلية، عندما كنا نبحث عن مراسلين ومندوبين في مختلف الأقضية. وقع اختيارنا عليها لتكون مراسلتنا في قضاء زغرتا، ومنذ اللقاء الأول معها، لفتني حضورها وموهبتها، رغم أنها كانت لا تزال في حداد بعد أشهر قليلة من وفاة زوجها".
وأضاف: "اقترحت عليها أن تنتقل إلى بيروت، ووافقت، لتبدأ بعدها تغطية أخبار رئاسة الجمهورية من قصر بعبدا، وتحديدًا قبيل انتخاب الرئيس إلياس الهراوي".
هدى، كما وصفها سلام، لم تكن تؤمن بتراتبية المهنة بين "كبير وصغير"، بل خاضت تغطياتها بكل تواضع وشغف، سواء في أروقة القصر الجمهوري أو في زواريب الحروب والصراعات السياسية.
وقال: "كانت تعتبر نفسها "Survivor" (ناجية) من كل ما مرّت به، ورغم أوجاعها الشخصية، ظلّت في قلب الحدث، متجاوزة آلامها لتكون دائمًا في الصفوف الأمامية للعمل الصحافي".
هدى شديد، الصحافية التي لم تفارقها المعاناة، بقيت في موقعها حتى اللحظة الأخيرة، شاهدة ومشاركة في كتابة تفاصيل المشهد اللبناني بتفانٍ لا يُنسى.