في واشنطن... حديقة حيوانات تسعى لتأمين الخيزران لزوج من دببة الباندا

3^min

في حقل مغطى بالثلوج في فيرجينيا شرق الولايات المتحدة، يصدح صوت منشار يُستخدم لقطع الخيزران الذي يشكل غذاء لحيوانَي باندا يعيشان في واشنطن، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".

ووسط الثلوج، يكدّس العمال الذين يرتدون ثيابا سميكة لمواجهة البرد القارس ما يصل إلى 700 عود من الخيزران في شاحنة صغيرة ستغادر حقل هذه المزرعة الجبلية لتجتاز طريقا سريعة متوجهةً إلى حديقة حيوانات سميثسونيان الوطنية، حيث ينتظر حيوانا باندا جائعان طعامهما.

ووصل "باو لي"، وهو ذكر باندا، و"تشينغ باو"، وهي أنثى باندا، إلى الولايات المتحدة في تشرين الأول بعد إحضارهما من الصين، في إطار شراكة في مجال التربية والبحث بدأت قبل عشر سنوات.

- متقلبة المزاج -

ومنذ الجمعة، بات بإمكان زوار الحديقة الآتين من واشنطن وأماكن أخرى، رؤية الحيوانين وليس من السهل إرضاء الباندا التي يصل أحيانا وزنها إلى 45 كيلوغراما، ويمكن أن تقضي ما يصل إلى 16 ساعة يوميا وهي تتغذى على الخيزران.

وتعود هذه الشهية إلى جهازها الهضمي المصمم لمعالجة اللحوم، إلا أنّها تطوّرت لتصبح نباتية وباتت تتغذى على الخيزران، ذي القيمة الغذائية المنخفضة جدا.

وقد يكون الحيوانان الجديدان الوافدان إلى حديقة سميثسونيان متقلّبَي المزاج حيث تتمتع تشينغ باو مثلا "بذوق يصعب إرضاؤه"، في حين أن باو لي "يأكل تقريبا كل ما يُقدَّم له"، على ما يؤكد مايك ماسلانكا.

ويشير الموظف الذي يتمتع بخبرة تزيد عن 15 عاما، إلى أن "الباندا ستحب هذا الخيزران اليوم، لكنّها سترفض أكله غدا"، مضيفا أن هذه حيوانات معروفة بأنها صعبة ويضيف "نحاول تحديد أنواع النباتات التي تفضلها، بالاستناد إلى أنواع مختلفة ومكان نمو العيدان... لكن لا شيء ينجح".

- ديبلوماسية الباندا -

قبل تقديمه للباندا، يوضَع الخيزران في مخزن مجهّز بأجهزة لرش الرذاذ كي تبقى العيدان رطبة ويقول المسؤول عن إطعام الحيوانات في الحديقة مايك ماسلانكا "إنّ حصاد الخيزران مهمة صعبة جدا".

وبعد جمع الخيزران، ينبغي مراقبة جودة العيدان لتُرمى التي لا تضم أوراقا، ووحدها الأكثر خضرة تصل إلى الباندا في حديقة سميثسونيان التي تعيش فيها أيضا أفيال وغوريلا آسيوية.

وبات حقل الخيزران الواقع في وادي شيناندواه، يعمل 4 أيام في الأسبوع، بعدما كانت أيام العمل فيه 3 خلال العام الفائت، وذلك لتلبية الطلب المتزايد. (...)