LBCI
LBCI

اللبنانيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان أنهيا أصعب ماراثونات العالم لإنقاذ شاب يُحارب السرطان

2025-04-16 | 11:10
شارك
LBCI
Whatsapp
facebook
Twitter
Messenger
telegram
telegram
print
5min
اللبنانيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان أنهيا أصعب ماراثونات العالم لإنقاذ شاب يُحارب السرطان

استُقبِل الرياضيان اللبنانيان غسان حجار وسيرج تشوبوليان بالتصفيق الحارّ في مطار رفيق الحريري الدولي، بعد وصولهما إلى بيروت عائدَيْن من مغامرة استثنائية عرَّضت حياتهما للخطر، فتحمّلا صعوباتها إيماناً برسالة إنسانية.

ورفع الرياضيان العلم اللبناني في المطار، كما رفعاه عند خطّ النهاية في صحراء المغرب، حيث شاركا على مدى 6 أيام (6-12 نيسان) في أحد أصعب الماراثونات على سطح الأرض، وهو "ماراثون الرمال" (Marathon des sables) في دورته الـ39 في الصحراء، بظروف طبيعية قاسية؛ ومسافته 250 كيلومتراً على مدى 5 مراحل.

وبدت المسافة بلا نهاية وهما يحملان، أسوةً بنحو 1000 مشترك من دول العالم، عِدّة "النجاة" على الظهر طوال المسار التي تتضمّن طعامهما طوال السباق، وما يستعين به المشاركون للنوم والنظافة.

وقال غسان حجار (57 عاماً)، وهو أيضاً متسلّق جبال، سبق وخاض تجربة "إيفرست" بشروطها القاسية، ويُشارك في "ماراثون الرمال" للمرة الثانية: "في الإنسان طاقات لا يدركها إلا باختبارها. ظننتُ أنني لن أصل؛ وأحياناً، شئتُ التوقّف والعودة إلى حيث الراحة. لكنني رفضتُ الخيار السهل. رغم تحدّيات قد لا يتصوّرها العقل، حاربتُ كما يفعل المُعذَّبون بالمرض والأوجاع. كان التسجيل في هذا السباق الصعب خياري، لكنّ السرطان مثلاً ليس خيار أحد. ومع ذلك، يُحارب المرضى للانتصار على آلامهم".

وتابع: "كلما صعُب المسار وحلَّ تعب لا يُحتَمل، فكّرتُ في علي. قلتُ لنفسي: بإمكاني التوقّف هنا فلن يحاسبني أحد؛ لكنه يتابعني وينتظر. حين يُعنَى الرياضي بمسألة جمع التبرّعات، تتضاعف مسؤوليته، فكيف إنْ كان الهدف إنقاذ حياة مراهق يبلغ 14 عاماً، وجعله لا يفقد الأمل بالأحلام والغد والأيام الجميلة؟ تمسّكتُ بمحاربة تعبي وخوفي من خيانة جسدي لئلا يُخيَّل لعلي بأنه لن يُشفى أسوةً بأنني لم أنجح. وصلتُ لأُخبره بأنّ محنته لن تدوم مهما طالت".

وتبنّى الرياضيان قضية المراهق اللبناني علي معركش البالغ 14 عاماً، والذي يعاني سرطان الدم بمرحلة متقدّمة. ومن خلال جمعية "تشانس" ورئيستها الطبيبة رلى فرح، خاضا المغامرة في الصحراء المغربية لجمع تبرّعات تُخفّف الحِمل المادي عن عائلته. وفي كلّ خطوة نحو خطّ النهاية، فكّرا بتحمّله للوجع والدواء والعلاج، مما شحذ همّتهما بالحماسة والإصرار، وجعل الوصول إلى الهدف قراراً غير قابل للنقاش.

وقالت الاختصاصية في أمراض الدم والأورام لدى الأطفال، الطبيبة رلى فرح، رئيسة جمعية "تشانس" التي تُعنى بالأطفال المصابين بالسرطان منذ 20 عاماً على مستوى تغطية تكاليف العلاج وتأمين فرص الشفاء: "الصعوبات كبيرة اليوم لتأمين الدعم الكافي لإنقاذهم، خصوصاً مَن تعاني عائلاتهم تردّي الظروف المادية. فالشاب علي معركش الذي تبنّى الرياضيان حالته، يدخل باستمرار إلى المستشفى ويخوض مسار علاج طويلاً، يتضمّن هبوطاً في المناعة ونقل دم وبلاكيت وأدوية للالتهاب وسائر الآثار الجانبية. لن نيأس، فبمجرّد أن يُشفى طفل ويعود إلى منزله مع فرصة عيش حياة طبيعية والانخراط المستقبلي في المجتمع كعضو فعّال، فذلك عوض لنا ودافع لمواصلة الطريق رغم وعورتها".

وتابعت: "يتّسم علي بالصمود والهدوء، لكنّ حزناً يغرق في عينيه. بلقائه غسان حجار وسيرج تشوبوليان، شعرَ بالحماسة لعدم الاستسلام. اخترنا حالته، ليس لأنها بين الأصعب في الجمعية فحسب، وإنما أيضاً لأنه في سنّ تجعله يستوعب المَهمّة التي يخوضها الرياضيان، بشروطها القاسية ومسافتها الطويلة والمجهود الكبير. أردنا لمعاناة علي في المستشفى أن تُشبه تسلّقهما الهضاب الرملية الشاهقة، وركضهما في الصحراء، ومعاناتهما التقشّف في الطعام والشقاء في النوم والبُعد عن العائلة. وفي المقابل، وكما بلغا خطّ النهاية مسرورَيْن بالإنجاز، سيبلغ علي الشفاء بعد رحلة العذاب".

وختمت: "نعمل في (تشانس) على الجانب النفسي للأطفال أيضاً، ونشاطات كهذه تمدّهم بالحلم وتُعزّز التفاؤل والانتظار الإيجابي".

أما سيرج تشوبوليان (62 عاماً)، وهو عدّاء محترف، فقال: "لهيب الصحراء شكَّل تحدياً كبيراً، فقد اختبرنا درجات الحرارة العالية والعواصف الرملية والبرد والمطر خلال الليل. ورغم تأثير ذلك في الحالة الذهنية، تحمّلنا الركض وسط الرمال إيماناً بقضية علي وجميع الأطفال المرضى. علّمتنا التجربة تقدير قيمة الأشياء، فحتى الكرسي التي لا نمنحها أهمية في يومياتنا العادية، تحوّلت هناك ترفاً. كذلك الاستحمام الذي تعذّر طوال الأيام الستّة، فاكتفينا بالمناديل الرطبة للنظافة الشخصية، قبل أن تهبّ رياح رملية وتعيد حالتنا إلى ما كانت عليه".

وتابع: "طرحنا استفهاماً حول إمكان الاستمرار من عدمه، لكنّ ما حسم التردّد هو حق علي بالشفاء. الكيلومترات الأربعة الأخيرة كانت مُرهِقة جداً، فجميعها هضاب بلا نهاية، ومع ذلك وصلنا. رفعنا العلم اللبناني، فراح يرفرف ليمدّنا بالقوة والأمل على بُعد أمتار من الوصول المُشتهى".

 
 

 

 

 
 
*حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية يرجى عدم نسخ ما يزيد عن 20 في المئة من مضمون الخبر مع ذكر اسم موقع الـ LBCI Lebanon News الالكتروني وارفاقه برابط الخبر Hyperlink تحت طائلة الملاحقة القانونية


آخر الأخبار

رياضة

وسيرج

تشوبوليان

أنهيا

ماراثونات

العالم

لإنقاذ

يُحارب

السرطان

LBCI التالي
الهولندي فيرجيل فان دايك يجدد عقده لعامين مع ليفربول
وفاة النجم السابق لكرة القدم النيجيرية كريستيان تشوكوو عن 74 عاما
LBCI السابق
حمل الآن تطبيق LBCI للهواتف المحمولة
للإطلاع على أخر الأخبار أحدث البرامج اليومية في لبنان والعالم
Google Play
App Store
We use
cookies
We use cookies to make
your experience on this
website better.
Accept
Learn More