من سراويل التحكم التي تشد البطن إلى الجوارب التي ترفع المؤخرة والملابس الداخلية التي تضغط على الفخذين والذراعين، تشهد الملابس الداخلية التصحيحية ازدهارًا في شعبيتها.
يحذر الخبراء من أن هذه الملابس قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل التهابات المسالك البولية، ومشاكل الجلد، وحتى حرقة المعدة. فكرة استخدام الملابس الداخلية لتعديل شكل الجسم ليست جديدة؛ على مر القرون، استخدمت النساء المشدات لتحقيق خصر نحيل، وغالبًا ما كانت هذه الممارسات تؤدي إلى أضرار صحية.
ووفقًا لمراجعة الدراسات التي نشرت في مجلة The Classic Journal في ربيع 2024، كانت النساء اللواتي ارتدين "المشد الفيكتوري" يعانين من تشوه في الأضلاع وحالة تعرف باسم "ثدي الدجاج"، حيث كانت الأضلاع تضغط بشكل كبير مما يؤدي إلى إضعاف الجسم.
ورغم أن التطور في مواد مثل الليكرا والألياف المرنة جعل الملابس الداخلية الحديثة أكثر مرونة وقابلية للتهوية، فإن ذلك لا يعني أنها خالية من المخاطر، كما تقول الدكتورة شيرين لاخاني، وهي طبيبة عامة وخبيرة في الصحة مقرها في كينت.
وتوضح لاخاني: "ارتداء الملابس الداخلية التصحيحية بشكل متقطع لا ينبغي أن يكون له تأثير سلبي على صحتك، ولكن استخدامها يوميًا لفترات طويلة قد يؤدي إلى مشاكل." وتضيف أن الملابس المصممة لتقليل البطن والفخذين، والتي تكون ضيقة جدًا، قد تكون مزعجة بشكل خاص.
وتعزو ذلك جزئيًا إلى زيادة الرطوبة في المنطقة التناسلية، مما يعرض المرأة لخطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية والالتهابات الفطرية مثل القلاع. وتشير إلى أن النساء في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث قد يكن أكثر عرضة لهذه المشكلات، حيث يصبح جدار المهبل أرق بسبب انخفاض مستويات هرمون الاستروجين، مما يسهل حدوث العدوى.
تؤكد الدكتورة سارة جينكينز، طبيبة عامة مقيمة في لندن ومتخصصة في صحة المرأة، أن النساء في الأربعينيات وما فوق، اللواتي يتعرضن لتغيرات في الميكروبيوم (البكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش في أجسامنا)، قد يكن أكثر عرضة للإصابة بمثل هذه المشاكل الصحية.