الرضاعة الطبيعية… فوائد جسدية ونفسية لا تحصى تنعكس على الام وطفلها

تمنح الرضاعة الطبيعية الأمومة هوية فريدة من نوعها وتزوّد الأم وابنها بترابط يحيطه الأمان والاتحاد الروحي والجسدي.

وبالتزامن مع عيد الام، أجرى موقع الـ LBCI الالكتروني مقابلة مع الاختصاصية في طب الاطفال الدكتورة جوانا بواري للحديث عن أهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها على صحة الام والطفل.

وبدأت بواري كلامها بالحديث عن فوائد الرضاعة الطبيعية وانعكاساتها على صحة الأم، حيث تؤدي أولا إلى خسارة الوزن، لأنها تحرق حوالي ٥٠٠ و٦٠٠ كيلوكالوري في النهار.

وشرحت بواري أن الرضاعة الطبيعية تساهم في أن يعود الرحم إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة، وتعزز علاقة الام بطفلها، وتساعد في التخفيف من حدة الكآبة التي قد تصيبها مباشرة بعد الانجاب.

وقالت بواري إن الرضاعة الطبيعية تخفف من احتمال إصابة الأم بسرطان الثدي وعنق الرحم، وتنظم نسبة السكر في الدم والضغط.

وفي هذا الصدد، أشارت بواري إلى أن "مكونات حليب الأم تتغير وفقًا لاحتياجات الولد، مثلا بحال عانى الأخير من المرض، ترتفع حينها مكونات المناعة في الحليب".

وبحسب الدراسات الحديثة، شرحت بواري أن نسبة معدل البقاء على قيد الحياة لدى الطفل تزداد ١٤ مرة خلال أول 6 اشهر من الرضاعة.

وأضافت بواري أن حليب الام يعزز مناعة الطفل، ويخفف احتمال الاصابة بأمراض جرثومية كون ملعقة واحدة منه تحتوي على ٣ ملايين خلية قاتلة للجراثيم، ويتضمن الحليب هرمونات السعادة التي تساهم في تخفيف نسبة القلق والاكتئاب عند الأم.

وبحال استطاعت الام إرضاع طفلها لأكثر من ٩ أشهر، يرتفع حينها مؤشر الذكاء لديه كون الحليب يحتوي على الاوميغا 3 و6 المسؤولين عن نمو الدماغ الذي يحتاج إلى ٩ اشهر للتكون.

ويتكون حليب الام من انزيمات الهضم التي تخفف الشعور بالمغص لدى الطفل في الاشهر الاولى من حياته، كما أن الترابط الإنساني بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة يخفف نوبات الغضب والبكاء لديه.

وتحدثت بواري عن انخفاض احتمال الإصابة بالبدانة وبامراض القلب، السرطان والسكري.

واعتبرت بواري أنه لا أضرار للرضاعة، ولكن الام تشعر أحيانًا بالألم بحال كانت الوضعية خاطئة، ومن المحتمل أن ينتج عنها تحجر الثدي او التعب الجسدي.

وبحال مواجهة الام لهذا النوع من المشاكل، نصحت بواري باستشارة اختصاصية رضاعة طبيعية لمتابعتها في رحلتها ومساعدتها.

كذلك، تحدثت بواري عن المفاهيم الخاطئة حول الرضاعة الطبيعية، قائلة "بحال كانت الام مريضة، هذا لا يعني انها ليست قادرة على إرضاع طفلها حتى ولو كانت تتناول الادوية. الادوية الممنوعة خلال الرضاعة قليلة جدا على عكس ما يعتقد كثيرون، كما يُفضل استشارة الطبيب المختص قبل التوقف عن الرضاعة".

وأكملت بواري حديثها قائلة: "بحال صيام الام أو معاناتها من فقر الدم فهذا لا يعني انها ليست قادرة على إرضاع طفلها طالما أنها تشعر بالقوة الكافية للقيام بذلك".

ووفق الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، تُمنع الام عن الرضاعة الطبيعية بحال معاناة الطفل من مرض "الغلاكتوزيميا" أو بحال معاناتها من مرض الـHIV، او إصابتها بجرثومة البروسيلا أو مرض الايبولا او بحال تعاطيها المخدرات.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يُفضل أن ينال الطفل الرضاعة الطبيعية لستة اشهر وباستطاعته إكمالها حتى السنتين.

وشرحت بواري أن الطفل يتقبل حتما حليب الام لأن الرضاعة بمثابة "أمر رباني، والطفل يرضع الحليب من خلال الحدس والغريزة"، وبحال مواجهة الام لمشاكل تقنية يبقى الحل الافضل استشارة اخصاصية رضاعة.

وختمت بواري حديثها بنصيحة للامهات الجدد، معتبرة أن دروس الرضاعة باتت ضرورية قبل الولادة لاكتشاف أهميتها ومدى أهمية حليب الام للولد ولكن من دون الضغط عليها.